الاثنين، 29 مارس 2010

المشروع الثقافي لجزائر الألفية الثالثة في تصور الروائي أمين الزاوي..


المشروع الثقافي لجزائر الألفية الثالثة في تصور الروائي أمين الزاوي.. 
بقلم : الطيب طهوري

الجلسة السابعة من جلسات منتدى المواطنة

المشروع الثقافي لجزائر الألفية الثالثة في تصور الروائي أمين الزاوي..

طرح مقدم الضيف ، رئيس منتدى المواطنة الروائي كمال قرور مجموعة من الأسئلة رأى أنها تفرض نفسها في وضعنا الثقافي الراهن ، وما نطمح إليه ثقافيا في الألفية الثالثة ، منها:
ـ ما المشروع الثقافي المناسب لهذه الألفية؟
ـ ما مضمونه؟ ما وسائل تحقيقه؟..
ـ الهوية في زمن متغير..ماهي ؟ كيف نتصورها؟..
ـ ما التربية الضرورية للجيل الجديد؟


ـ كيف نتصالح مع ذواتنا؟كيف نتفاعل إيجابيا مع الآخر / الغرب وغير الغرب في واقع العولمة التي تفرض نفسها على الجميع؟..إلى غير ذلك من الأسئلة الجوهرية التي تفرض نفسها..
بعد ذلك أعطى الكلمة لضيف المنتدى لطرح مشروعه الثقافي..
بدأ المحاضر تدخله بفكرة مؤداها انه لم يأت إلى المنتدى للقدح أو المدح، مضيفا أنه يريد طرح مجموعة من الملاحظات تشغله أولا وقبل كل شيء باعتباره أديبا كاتبا..
قال: توجد إرادة سياسية عليا تريد الدفع بالثقافة إلى الأمام مبررلك بالميزانية الضخمة التي خصصتها الدولة لخدمة الثقافة ، على اعتبار أن الثقافة تحتاج إلى المال ، مبينا ان المال وحده لايمكن ان يوجد ثقافة رغم أنه أساسي ، وهو ما يعني حتمية وجود الرأسمال البشري والعقلي الذي يحسن التدبير والتصرف..مؤكدا على حتمية وجود مثقفين ومشاريع ثقافية ومؤسسات ، قائلا : هناك حركة بناء مشاريع ثقافية كبيرة في الجزائر ، تحتاج حتما إلى مشاريع ثقتفية ومثقفين يحملون رؤية ثقافية مستقبلية، مقارنا في هذا الإطار بين مرحلة السبعينات حيث كان عدد قاعات السينما أكثر من 500قاعة في العاصمة وحدها ، بينما لا تتجاوز في كل القطر اليوم ال05قاعات ، وهو أمر يدعو وإلى الحيرة فعلا..
أكمل حديثه بفكرة مؤداها ان الثقافة استثمار اقتصادي حقيقي بما توفره من فرص عمل وبما تبنيه من عقول مسؤولة تحارب مظاهر اللامبالاة والتبذير..
عرج وبعد ذلك على الكتاب مبينا ان وزارة الثقافة تدعم طباعته ، لكن ما يطبع لا يتجاوز حدود الوطن ، حيث يفتقد كتابنا في عواصم العالم ومدنه الكبرى ..
تحدث أيضا عن المسرح متسائلا: لماذا لا يذهب الجزائريون إلى المسرح؟
تساءل ايضا : لماذا القطيعة بين المثقف والمؤسسة؟..لماذا صارت الجامعة تنتج متعلمين لا مثقفين ؟ لماذا لم يعد الطالب الجامعي يطالع؟
الجامعة في السبعينات كانت جامعة فعلا ..ما الذي حدث حتى صار الوضع هكذا..حيث لم تعد الجامعة تصنع المواطن الحقيقي؟
تحدث أيضا عن المثقفين الجزائريين الكثيرين في الخارج مبينا أننا في حاجة ماسة إلى جعلهم يعطون صورة إيجابية للعالم عن بلادنا ، ولا يتم ذلك إلا بإيجاد تنظيم يجمعهم واهتمام بهم من قبل سلطاتنا وعقد ملتقيات للم شملهم والتقائهم بمثقفي الداخل..
لم ينس أيضا الحديث عن اتحاد الكتاب ..كيف كان وكيف أصبح..وعن الجمعيات الثقافية التي تعد بالآلاف دون فاعلية ثقافية حقيقة..
ولم ين أيضا الحديث عن المثقفين المعربين والمفرنسين وشبه القطيعة بينهم داعيا إلى ضرورة التلاحم بينهم والعمل يدا في يد للرفع من مستوى ثقافتنا، لأن في غياب ذلك التلاحم نكون كمن يخلق شعبين ومخيالين اثنين ..
أكمل كلامه بالحديث عن الثقافة في التلفزة مقارنا بين وضعية الفعل الثقافي في الناطقة بالفرنسية والناطقة بالعربية، موضحا أنها في المفرنسة أكثر جدية في الإشهار للكتاب والتعريف به ، وهو نفسه الوضع في تقديم الحدث الثقافي والسبق إلى الإعلان عنه..
ختم محاضرته بالقول: إن الكتاب هو مركز الثقافة في أي بلد..ويخطئ من يرى بأن الجزائريين لايقرأون ، حبث القراءة في أي بلد هي في الأساس نخبوية .. وإذا كانت هناك أزمة فإنها تتمثل في العجز عن توصيل الكتاب إلى القارئ في مختلف مناطق الوطن والإشهار له..
قائلا : إن هناك ظاهرة تتمثل في أن معظم الكتب المعروضة في مكتبات العاصمة هي كتب بالفرنسية..
ما يلاحظ على المحاضرة إجمالا أنها كانت حديثا وصفيا عاما لوضعية الثقافة في بلادنا كماهي الآن وكما كانت عليه في السبعينات من القرن الماضي، وأسئلة لا إجابات لها.. الأمر الذي دفع ببعض المناقشين إلى الإعلان عن خيبة أملهم ، حيث لم يذهب المحاضر إلى الحديث عن الأسباب الحقيقية الكامنة وراء الوضعية المزرية التي صارت عليها ثقافتنا، ولم يعمل على ربط تلك الثقافة بالأوضاع السياسية والاجتماعية التي تمر بها بلادنا، مثل وضعية التعليم المتردية في مختلف مستوياتها من الابتدائي إلى الجامعة،ومثل قضية الساعة المتمثلة في تهديد الحكومة للمربين في قطاع التعليم بالفصل النهائي إن لم يعودوا إلى أقسامهم منكسري النفوس محطمين معنويا بعد أن تنكرت تلك وزارتها للتربية لما اتفقت عليه مع النقابات حول الملفات الثلاثة: المنح والعلاوات والخدمات الاجتماعية وطب العمل..
والملاحظ أن المحاضر تفادى الحديث عن هذه القضية أساسا بعد أن طرح عليه أحد الحاضرين سؤالا حولها..كما تحاشى الحديث عن الديمقراطية وعلاقتها بالثقافة ، والمعارضة ودورها في التأسي للمجتمع المدني الحقيقي..ولماذا ترفض التلفزة فتح نقاش واسع حول قطاع التربية الذي يعرف منذ سنوات فقدان استقرار أوضاعه مع مختلف الفاعلين الاجتماعيين والمختصين التربويين والمسؤولين المسيرين

في الجزائر خطر القضاء على الطبقة المتوسطة بانتشار اليأس بين المواطنين‏


بقلم: الأخضر فنغور
قد نتهم بالحسد إذا تحدثنا عن تلك الفئات من الموظفين وغيرهم ممن زادت رواتبهم، حتى وصلت أضعافا مضاعفة لرواتب المواطنين البسطاء، فإذا ضربنا المثال بالنواب وقارناهم مع الذين يقبضون رواتب الشبكة الإجتماعية وحتى لو افترضنا أنهم يقبضون 5.000.00 دج فبهذا نجد أن النواب يقبضون أكثر من 60 ضعفا منهم، وإذا نظرنا إلى بعض إطارات العدالة وعرفنا أن هناك حسب بعض الإشاعات من سيقبض 450.000.00 دج شهريا ومن ثم فليحسب الذي يحسن الحساب كم من ضعف يتجاوزون الحد الأدنى للأجور الذي لا يتجاوز 10.000.00 دج وهنا أتساءل هل هناك سلطة تحترم مواطنيها ونجد فيها هذا الفارق الهائل بين دخل المواطنين فيها.
يقول البعض أنها رشوة لهذه الفئة أو تلك من أجل التعديل الدستوري والعهدة الثالثة للرئيس، ودون أن أأكد على ذلك أو أنفيه، فالأشياء تعبر عن نفسها، ولكنني أستغرب كي لا تفكر هذه السلطة أن مثل هذه الزيادات، حتى ولو استطاعت أن تنجح بها في ضمان العهدة الثالثة، فإنني لا أظن أنها سوف تحقق الاستقرار الاجتماعي، وذلك لانعدام الطبقة الوسطى بشكل نهائي، فهؤلاء المسؤولون الموظفون قد أصبحوا تماما يعيشون بدخل أصحاب رأس المال من المقاولين وغيرهم، والذين يعتبر عملهم مليء بالمخاطرة على عكس الموظفين الذين يتميز عملهم بالاستقرار، وانعدام المغامرة فيه إطلاقا. وحتى هؤلاء من المفروض ألا يبتعدوا في مستواهم المعيشي كثيرا عن المواطنين الآخرين في بلادهم، فمن غير المعقول أن نعيش في بلد هناك من لا يجد بيتا يؤويه وهناك في الجهة المقابلة من يملك قصورا ولا أقول سكنات لا تعد ولا تحصى موزعة على عمارات العديد من المدن الجزائرية شرقا وغربا، اكتسبها دون مقابل وبطرق التوائية غير مشروعة.
إن هذه السلطة بهذا العمل كالأفعى التي تأتي على أكل نفسها بالقبض على ذيلها، دون أن تدري، فلنعرف جيدا أن هذه الحالة تؤدي فيما تؤدي إلى تعميق التوتر الاجتماعي، ولا يزداد في كلام الناس إلا الاحتجاج، وقد يتعدى ذلك إلى الإشادة بالأعمال الإرهابية، حتى ولو أدخلتهم السجن، وقد تمتد إلى حد إعانة من يقومون بها، هذا بعد أن فقد الإرهاب قاعدته الشعبية التي اكتسبها بواسطة الخطاب الديني في الثمانينات، واستعملها في التسعينات ليدخل البلاد في دوامة من العنف، فعملت جهات أخرى على استغلال الفرصة من أجل إفلاس المؤسسات الاقتصادية وخوصصتها، عوض القيام بمساعدتها على النهوض، ثم رأوا أن يستفيدوا منها ليصبحوا أصحاب ثروة، فلا عجب أن تجد حمالا في مؤسسة عمومية مليارديرا بعد سنوات قليلة، وليس هذا فقط، بل تجده قد أصبح من أعيان المدينة، والكل يعرف أخلاقه التي أوصلته إلى اكتساب ذلك القدر من الثروة.
المهم أننا نعرف أن من بين نتائج القضاء على الطبقة المتوسطة أو منع توسعها، ستضعف أمل المواطن في تحسين وضعيته الاجتماعية بشكل كبير. أما انعدام أو تقلص حجم الطبقة المتوسطة فإنه من شأنه أن يدخل أغلبية الشعب في اليأس من تغيير وضعه الاجتماعي فما بلك الانتماء إلى جهة اجتماعية ما. إلى جانب ما يخلفه من فارق طبقي لا يطاف، عوض أن تتوسع الطبقة المتوسطة فتخلق جوا من التفاؤل بحياة أفضل.
إن الوضع الذي نعيشه خطير جدا فإنه إما أن يخلق نوعا من العنف في ردود أفعال الناس ضد ما يتلقونه من ضغوطات اقتصادية، وتهميش اجتماعي، أو إلى الارتداد على الذات في انهيار نفسي لا حدود له، وهذه الوضعية تنمي نسبة المقدمين على الانتحار، لشعورهم من اللاجدوى في التضحية بتحمل ما تعيشه البلاد من أزمة، لأن الآخر يصبح بالنسبة لهم عدوا يبخلونه من الاستفادة من عذاباتهم، فينسحبون من الحياة معتقدين أنهم سينتقمون من هذا الآخر حين يفتقد بموتهم ما قد كان سيستفيد من خلال وجودهم أحياءً من امتيازات من خلال استعمال مهاراتهم الشخصية.
قد يكون تنامي ظاهرة الانتحار نتيجة لتعمق اليأس في المجتمع الجزائري، وظهور الحراقة الذين يفضلون الموت على أن يعيشوا في حالة يعتبرونها سكونية لا حراك لها، وقد تكون من نتائجه أيضا ظاهرة ظهور الانتحاريين، في العمليات الإرهابية الأخيرة، بالرغم من اختفائها طيلة عمليات التسعينات، ولم يعرفها الشعب الجزائري الذي عرف الفدائي في أقصى حالات التضحية، فنجد هذا الأخير كان يأمل في الرجوع سالما بعد إتمام العملية.

الثقافة بين المنتج والمستهلك :تطلُّع لاقتصاد السُّوق الثَّقافي ‏


الهواري غـــــزالي :شاعر جزائري وأستاذ بمعهد الدراسات الشَّرقيَّة بجامعة بوردو

تحتاج الثقافة الجزائريَّة سواءً لتدعيم حركيتها داخل البلاد أو خارجها إلى دراسة متأنيَّة ومعاينة هادئة ومجموعة من الإحصاءات التي ينبغي أن تمسَّ كافة الطبقات المكوِّنة للقطاع الثقافي، وذلك بغية الخروج بنتيجة جيِّدة·

لكن لا يمكن الحديث عن تفعيل الثقافة خارج الجزائر دون الحديث عن التَّفعيل الدَّاخلي، لأنَّ هذا الأخير من شأنه -لو تمَّ التَّركيز عليه- أن يسلك مسلكه تلقائيًّا نحو الخارج بدافع الرَّغبة في التأثير· لهذا فلا أعتقد أنَّ الحديث في هذه السَّاعة عن الثَّقافة الجزائريَّة بالسَّاحة الخارجيَّة يمكن أن يقدِّم نتيجة ملموسة، على الرَّغم من أنَّ مبادرة من هذا النَّوع قد تكون من الآن مفيدة لو تمَّ تناولها بشكل استراتيجي ومدروس·

ترتبط الثَّقافة الحديثة والغربيَّة على وجه الخصوص -والتي تعتبر نموذج الأغلبيَّة العامَّة- بالصِّناعة· تستلزم هذه الأخيرة مستويين: الإنتاج والاستهلاك· فأمَّا على مستوى الإنتاج، فإنَّ المثقَّف الفردي (الفنَّان) يعتبر بمثابة مصنِّع أفكار، وفنون وموسيقى· وهذه الصِّناعة الفكريَّة موجَّهة بشكل تجاري ومنتظم للاستهلاك الجماعي من جهة عن طريق وسائل مختلفة كالإعلام المقروء، المرئي والسَّمعي، صالات العرض (سينما، مسارح، وقاعات)، دور النَّشر والمكتبات البلديَّة والخاصة، ومن جهة أخرى، عن طريق الجمعيات التي تساهم على نحوٍ أوسع في تمرير هاته الصِّناعة بشكل غالبا ما يكون بطريقة غير تجاريَّة· أما على مستوى الاستهلاك، فإنَّ المهتم بالثقافة يستجيب بطبيعة التكوين الثقافي لديه؛ طبقته الاجتماعية التي ينتمي إليها؛ بنائه التربوي؛ مستواه الدراسي؛ مركزه المهني؛ ومجال اهتمامه إلى نوعٍ من أنواع هذه الصِّناعات؛ حيث يساهم في إكمال الدورة التجاريَّة التي بـها ينتهي إليه المنتوج· تستفيد الدَّولة من جهتها من هذه المداخيل وذلك من خلال الضَّرائب التي تمسُّ سواءً المنتوج ذاته أو المصنِّع· (يذكر مثلاً أنَّ المغنِّيين الكبار يفرُّون من فرنسا إلى سويسرا أو بلجيكا نظرا لضخامة الضرائب)· هذه عموما صورة موجزة عن حركيَّة الثقافة بأوروبا التي تدور مدار الصِّناعة بين الإنتاج المطالب بالإبداع لضمان الجدَّة وبالتَّالي لضمان السُّوق، وبين الاستهلاك المستمر الذي تحفِّزه مساحات الإشهار·

غير أنَّه لا يمكن أن نصف هذا النَّوع من الديناميكيَّة الثقافيَّة بالنَّاجح أو بالكاسد، لأنَّه محكوم بإيديولوجيا ماديَّة لا ترى في الثقافة الجوهر الإنساني بقدر ما ترى فيه شكلا من أشكال الحفاظ على رأس مال الشركات، والتَّحكم عن بعد في طريقة التَّفكير البشري· بالنسبة لنا، فإنَّ انتماءنا التَّاريخي والايديولوجي المختلف لاسيما في سنوات السبيعينيات كوَّن نظاما ثقافيًّا يبتعد عن اعتبار الإنسان مجرَّد حركة لتسيير الرأسمال، ولذلك، فإنَّ تحمُّل تبعات الثقافة سواء بالنسبة للمستهلك أو المثقف كان يتم عبر تدعيم الأسعار وغيرها·

إنَّني أعتقد أن هناك تحدِّيات ضخمة جدًّا في زمن العولمة لا سبيل لذكرها الآن، ولكن نحصرها فقط في مسألة غياب الصِّناعة كمحرِّك أساسي للاقتصاد يجعل العلاقة بين الإنتاج والاستهلاك غير محكمة، وهو ما يجعلنا نتصوَّر تهديدا لقطاع الثقافة· لكن تتوفَّر الجزائر خلافاً لذلك على إمكانيات في مجال الزِّراعة والسيَّاحة (لا ذكر لمواد الخام لأنها غير مضمونة على الأجل البعيد)، وهي إمكانيات لا تدفعنا بتاتا لتصوُّر تفعيل ديناميكيَّة الثقافة على مقياسٍ أوروبي، وسيكون خطأً فادحا لو قمنا بذلك· وعليه، فإنَّ جميع المثقَّفين الجزائريِّين مدعوُّون إلى فتح نقاش حقيقي ومستمر ليس بينهم فقط، وإنَّما أيضا مع المختصِّين في المجال الاقتصادي، السياحي، الإعلامي، القانوني، والسيَّاسي خصوصاً (وهي نقطة مهمَّة جدًّا)، لتباحث عمليَّة تفعيل الثقافة على صعيد أكبر وأضمن وأنسب لواقعنا الاجتماعي·

لتلخيص أهم الطرق من أجل تفعيل حقيقي لديناميكية الثقافة الجزائريَّة داخليًّا وخارجيًّا، نذكر ما يلي:

1. لابدَّ قبل الخوض في خلق علاقة مباشرة بين المنتج والمستهلك، أن تُدرس البنية التكوينيَّة للإنسان الجزائري· ولعلَّ أوَّل ما يمكن ملاحظته، هو سيطرة نظام الشَّفهية على طريقة استقبال المعلومة، فنحن ننفر من الأشكال الكتابيَّة ونقترب كثيرا من السَّماع والنَّظر بحكم توارثنا المسموع عموما، لذلك فقد أظهرت إحصاءات قامت بها هيئات جزائريَّة تثبت أنَّ الإنسان الجزائري لا يقرأ أكثر من 6 دقائق في العام، وهو يفضِّل أن يقضي أكثر وقته أمام الفضائيَّات ووسائل الإعلام السَّمعيَّة· محور تطوير الثقافة الجزائريَّة إذاً، في رأيي، لابدَّ أن يمرَّ في المرحلة الأولى شفهيًّا عبر وسال إعلام جزائريَّة، لأنَّ من شأن هذه الوسائل تسهيل الوصول إلى المستهلك بسرعة وبدون تكاليف كبيرة· لكن عن طريقها أيضا، يمكن بناء استراتيجيَّة داخليَّة من شأنها تكوين مستهلك على الأفق البعيد يكون قادراً على الاهتمام بالمنتوج الكتابي، ويساهم بعد رفع القدرة الشِّرائيَّة مستقبلاً على الاستهلاك··(وهذا مهم جدًّا وضروري)، لذلك ففتح مجال الإعلام أصبح أكثر من ضرورة·

2. ينبغي من جهة أخرى، تنظيم القطاع الثقافي وخلق بنيات مختلفة تتكفَّل كل واحدة منها بتسيير قطاع معيَّن كالسينما أو المسرح، أو الموسيقى حتَّى تسهل عمليَّة التطوير السَّريع، كأن تخلق وزارات مصَّغرة كما يبدو ذلك في بعض الدول من مثل المجلس الأعلى للثقافة والفنون بالكويت، المركز الوطني للكتاب بفرنسا، وغيرهما· الجمعيَّات الثَّقافيَّة بإمكانها لو تخضع لنظام المؤسَّسات ويصبح أعضاؤها مأجورين تقديم خدمات جيِّدة في هذا المجال·

3. دراسة جميع النَّماذج الثقافيَّة التي نجحت في الدول الأخرى -وليس بالضرورة أن تكون غربيَّة- ومحاولة معرفة ما هو سرُّ النَّجاح وما هي التَّحديات والعواقب التي قد تنجم عن ذلك·

4. تنقيَّة السَّاحة الثقافيَّة من السبِّ والشَّتم الذي يتعرَّض فيه المثقفون لبعضهم البعض، وبناء ثقافة بنواتها الأساسيَّة وباختلافاتها، مع التَّركيز على تمجيد المثقف، وتشجيعه على جميع المستويات· فقد يكون المساس بشخصيَّته من أسباب وهن الأمَّة، فليس باستطاعته أن يقدِّمَ شيئاً لأمَّة تدحره وتسيء إليه· وإن كان قد قدَّم شيئا فمن باب النِّقمة، وهذا ليس في صالحها وهي في مسار البناء·

5. تسهيل عمليَّة الإنتاج وتوفير السبل لصناعة الثقافة· ينبغي القيام بتكوين أفراد في القطاع التقني والإداري للثقافة على جميع المستويات بالداخل وبالخارج·

6. تطوير صناعة الكتاب ودعم إنشاء مجلات مختلفة، (ليس إجبارا أن تكون ثقافيَّة)·

7. إذا عدنا إلى مسألة الاستهلاك، فهناك نوع آخر منه يمكننا الاعتماد عليه بمستوى الخارج، وهو الاستهلاك الأجنبي، الذي يخضع لتصديرٍ داخلي وخارجي· أمَّا التَّصدير الدَّاخلي، فهو العمل على تطوير الثقافة الجزائريَّة داخل فضاء الصَّحراء، والاهتمام بها لأنَّ هذا الفضاء هو أكثر الفضاءات مجلبةً للسيَّاح· وبالتَّالي، فإنَّ الثَّقافة الجزائرية لا يمكنها المرور في رأيي إلى الخارج إلا عبر تصديرها داخليًّا من خلال الصَّحراء، بل يمكنها أن تكون البترول الفكري للجزائر· فالمهرجانات الموسيقيَّة الدُّوليَّة مثلا قد تسجِّل حضوراً قويًّا عبر الصَّحراء، وليس بالمدن السَّاحليَّة·

8. تصدير الثقافة الجزائريَّة قد يمرُّ عبر التَّرجمة إلى اللغة الفرنسيَّة، باعتبار أمرين، أنَّنا نملك طاقة جيدة في مجال التَّكوين اللغوي الفرنسي لاسيما الطبقة الفرونكفونيَّة التي من شأنها دعم هذا الأمر، وثانيا، تصنَّف الجاليَّة الجزائريَّة من حيث المجتمعات المهاجرة في المرتبة الثَّانيَّة بعد البرتغال بفرنسا، وبذلك فهناك سوق جيِّد ومضمون يمكن التعاطي معه مستقبلاً· يمكن من جهة أخرى للمراكز الثقافيَّة الجزائريَّة أن تكثِّف مجهوداتها عبر جميع نقاطها بالعالم، كما يمكنها القيام بخلق قائمة للجمعيات الثقافيَّة العربيَّة والأوروبيَّة التي تهتم بالثقافة الجزائريَّة لغرض التَّنسيق·

هذه بعض النِّقاط السَّريعة التي تحتاج لتوضيح أكبر من خلال إنجاز تقرير ضخم ومفصَّل· لكن قبل الوصول إلى التوضيح والتَّفصيل، تحتاج الثقافة لتحريك ديناميكيتها إلى تطلُّع اجتماعي، رؤية اقتصادية وقرار سياسي· كما ينبغي، في الواقع، من أجل تنشيط ملف ثقيل من هذا النَّوع تحضير ندوة مطوَّلة ومغلقة قد تنسحب على سنتين أو ثلاث، يشارك فيها جميع المعنيِّين بالقطاع والذين يستطيعون إعطاء رؤيا كاملة من شانها تحريك الثقافة الجزائريَّة على المستوى الوطني أوَّلا، الإقليمي ثانياً، العربي والعالمي ثالثاً·

وصية ماركيز الأخيرة دمية الأقمشة‏


ثم ماذا لو شاء الرب أن ينسى للحظة، أنني دمية من أقمشة، وأن يهبني حفنة حياة أخرى؟ سوف أستغلها بكل قواي. ربما لن أقول كل ما أفكر فيه، لكنني حتما سأفكر في كل ما سأقوله. سأمنح الأشياء قيمتها، لا لما تمثله، بل لما تعنيه.
سأغفو قليلا، وأحلم بلا حدود، مدركا أن كل إغفاءة هي خسارة لستين ثانية من النور. وسوف أسير فيما يتوقف الآخرون، وسأصحو فيما الكلّ نيام.
لو شاء الرب أن يهبني حفنة حياة أخرى، سأرتدي ملابس بسيطة، وأستلقي على وجه الأرض عاريا ليس من جسدي فقط، ولكن من روحي أيضا. لو أن لي قليلاً من الوقت، لكتبتني على الجليد، وانتظرت شروق الشمس بانتشاء. كنت سأرسم على النجوم قصيدة بنيدتي وأحلام فان كوخ. كنت سأنشد أغنية من أغاني سرات، أهديها للقمر، ولرويت الزهر بدمعي كي أشعر بألم أشواكه وبقبلات أوراقه القرمزية. لو قدّر لي أن أعيش وقتا أطول، لن أترك يوماً واحدا يمر دون أن أقول للناس كم أحبّكم. أحبكم جميعاً. ولأقنعت الجميع، رجالا ونساء، أن لا شيء أثمن من الحب. وسأبرهن لهم جميعا كم هم مخطئون حينما يعتقدون أنهم لن يكونوا عشاقاً متى شاخوا؟ لا يدرون أنهم يشيخون بفعل غياب العشق. سأمنح الطفل أجنحة ليطير، لكنني سأدعه يتعلّم التحليق وحده وسأقنع الكهول بأن الموت لا يأتي بسبب السنّ، بل بفعل النسيان.
كم من الأشياء تعلمتها منك أيها الإنسان. تعلمت أن الجميع يريدون العيش في القمة غير مدركين أن سرّ السعادة الحقيقية هي في كيفية معاناة الصعود. وتعلّمت أن المولود الجديد حين يشد على أصبع أبيه للمرّة الأولى، يعني أنه أمسك بها إلى الأبد. تعلّمت أن على الإنسان أن لا ينظر لأخيه من فوق، إلا لكي يساعده على النهوض والقيام. بل تعلمت منك أكثر! لكن، ذلك لن يفيدني كثيرا، فقد أصبحت على حافة الهاوية.
قل دائماً كل ما تشعر به وافعل ما تفكّر فيه.
لو كنت أعرف أنها المرة الأخيرة التي أراك فيها نائمة، كنت أخذتك بين ذراعيّ وصليت لكي يجعلني الله حارسا لروحك. لو كنت أعرف أنها دقائقي الأخيرة معك لقلت ''أحبك'' ولتجاهلت، بخجل، أنك تعرفين ذلك.
هناك بالطبع يوم آخر، والحياة تمنحنا فرصا أخرى لاستدراك تقصيرنا. لكن لو أنني مخطئ وهذا هو يومي الأخير، أحب أن أقول لك ''كم أحبك'' وكم أنني لن أنساك، لا أحد يضمن الغد، شابا كان أم كهلا. ربما هذا آخر يوم نرى فيه من نحب. فلنتصرّف كذلك، لئلا نندم لأننا لم نبذل الجهد الكافي لنبتسم، لنحنّ، لنطبع قبلة، أو لأننا مشغولون عن قول كلمة فيها بعض الأمل.
كونوا قريبين ممن يحبونكم وتحبّونهم. قولوا لهم همسا أنكم في حاجة إليهم. أحبوهم واهتموا بهم، وخذوا الوقت الكافي كي تقولوا: نفهمكم، سامحونا، من فضلكم، شكراً، وكل كلمات الحب التي تعرفونها. لن يوحي عما تفكرون فيه سرا. اطلبوا من الربّ القوة والحكمة للتعبير عنها وبرهنوا لأصدقائكم وأحبائكم محبتكم لهم.
غابرييل غارسيا ماركيز.

غابرييل غارسيا ماركيز، الكاتب الكولومبي العظيم، يعاني من سرطان لمفوي خطير في المرحلة النهائية. هذه الرسالة بعث بها للكثير من الأصدقاء منذ سنوات. تلقيتها بالإسبانية ونشرتها في وقتها في ملحق جريدة الوطن الثقافي، باللغة الفرنسية. وهي تذكير بقوة الحياة التي ينساها أصحاب الضغائن. مثلما ظل ماركيز محبا. انسحب وحيدا ليعيش عزلة النهايات، عاشقا كبيرا للحياة إلى آخر نبض في قلبه الحي دوما. لنا عودة.


المصدر :واسيني الأعرج
- 13 - 06 - 2009
ملاحظة :
غابريل غارسيا ماركيز الكاتب الكولومبي العظيم يعاني من سرطان لمفوي خطير في المرحلة تالاخيرة , هذه الرسالة بعث بها للكثير من الاصدقاء منذ سنوات ,تلقيتها (واسيني الاعرج ) بالاسبانية و نشرتها في وقتها جريدة الوطن الثقافي ,باللغة الفرنسية ,و هي تذكير بقوة الحياة التي ينساها اصحاب الضغائن ,مثلما ظلّ ماركيز محبا ,انسحب وحيدا ليعيش عزلة النهايات, عاشقا كبيرا للحياة الى آخر نبض في قلبه الحي دوما ,

الثلاثاء، 23 مارس 2010

سيرة ذاتية عن الروائي امين الزاوي


أمين الزاوي (25 نوفمبر 1956 في تلمسان) هو كاتب ومفكر وروائي جزائري، شغله عالم الأدب والترجمة، بين اللغات الفرنسيةوالإسبانية والعربية، كما عمل أستاذا للدراسات النقدية في جامعة وهران، بعد حصوله على شهادة الدكتوراه عن «صورة المثقف في رواية المغرب العربي»، وله عشر روايات نصفها باللغة الفرنسية، ونصفها الآخر باللغة العربية، إضافة إلى مجموعتين قصصيتين. مارس التدريس في جامعة باريس الثامنة، عمل سابقا مديراً للمكتبة الوطنية الجزائرية. في الجزائر العاصمة. يكتب باللغتين العربية والفرنسية.
متحصل على شهادة الدكتوراه، شغل بين عامي 2002 و2008 مديراً عاماً للمكتبة الوطنية الجزائرية.

السبت، 20 مارس 2010

أمين الزاوي ضيف ''منتدى المواطنة'' بمدينة العلمة


 





نزل، أمس، الكاتب والروائي أمين الزاوي، ضيفا على نادي المواطنة بمدينة العلمة في طبعته السابعة بقاعة المحاضرات بفندق الريف، في هذا اللقاء تحدث الأديب أمين الزاوي عن رؤيته الخاصة للواقع الثقافي والأدبي في الجزائر الجديدة، انطلاقا من تجربته ككاتب روائي باللغتين العربية والفرنسية· واختتم الروائي أمين الزاوي هذا اللقاء بحفل توقيع لروايته الأخيرة ''غرفة العذراء المدنسة'' الصادرة باللغة الفرنسية عن دار فايار بباريس ومنشورات برزخ بالجزائر·

الاثنين، 1 مارس 2010

في منتدى المواطنة بالعلمة المختصون يؤكدون :انحراف الصحافة الرياضية في الجزائر


في منتدى المواطنة بالعلمة المختصون يؤكدون :انحراف الصحافة الرياضية في الجزائر
بقلم : كمال قرور

اشغال منتدى المواطنة بالعلمة حول الصحافة الرياضية المكتوبة في الجزائ
استضاف منتدى المواطنة يوم الاربعاء 30/09/2009 بفندق الريف بالعلمة في جلسته الثالثة مجموعة من المختصين لمناقشة واقع وآفاق الصحافةالرياضية المكتوبة بالجزائر منهم: يزيد اوهيب مساهم في يومية الوطن ورئيس القسم الرياضي ورضا بلعباس رئيس القسم الرياضي لجريدة الخبر وعدنان حميدشي من مكتب الخبر بقسنطينة والاستاذ فوزي بن كاري من معهد الاعلام بجامعة سطيف وسليم اوساسي حكم دولي سابق وكاتب عمود بجريدة النها، وغاب عن الجلسة سمير بشيرمن يومية الهداف لاسباب مجهولة بعد ان اكد حضوره.
استضاف منتدى المواطنة يوم الاربعاء 30/09/2009 بفندق الريف بالعلمة في جلسته الثالثة مجموعة من المختصين لمناقشة واقع وآفاق الصحافةالرياضية المكتوبة بالجزائر منهم: يزيد اوهيب مساهم في يومية الوطن ورئيس القسم الرياضي ورضا بلعباس رئيس القسم الرياضي لجريدة الخبر وعدنان حميدشي من مكتب الخبر بقسنطينة والاستاذ فوزي بن كاري من معهد الاعلام بجامعة سطيف وسليم اوساسي حكم دولي سابق وكاتب عمود بجريدة النها، وغاب عن الجلسة سمير بشيرمن يومية الهداف لاسباب مجهولة بعد ان اكد حضوره.
في البداية لاحظ الاستاذ فوزي بن كاري ان الصحافة الوطنية اصبحت تهتم بالرياضة وبكرة القدم بصفة خاصة أكثر من السابق.وهذا يعني –حسبه- ان ميولات القراء قد تحولت بعد ان كانت تهتم بالجانب السياسي وخاصة الامني .واستجابت الصحف لهذا التوجه واصبحت تخصص احيانا ست صفحات بعد ان كانت تخصص صفحة واحدة فقط .واكد الاستاذ بن كاري على ان الصحافة لابد ان تتميز بالصدق والمصداقية وبالتنوع في الانواع الصحفية: من تقرير ومقال وتحقيق وحوار.وقال ان صحافتنا الرياضية اصبحت تهتم كثيرا بالاخبار فقط وأخبار الاثارة خاصة، واذا كانت صحافة المشرق الرياضية – كما يضيف الاستاذ- تهتم بالاثارة ولكن في حدود المعقول،وليس على حساب المصداقية –كما يحدث عندنا- لتتحول الى تهويل واثارة النعراف والفتن.وقال ان الهداف تعتمد على الاثارة السلبية. وضرب مثالا بالحادثة المأساوية التي حدثت سابقا بين مناصر سطايفي وآخر برايجي كادت تؤدي الى مالا تحمد عقباه،بين أنصار المدينتين الجارتين.
وأضاف عدلان حميدشي صحفي بجريدة الخبر اثناء تدخله: روح المسؤولية للصحافة للرياضية.واكد ان هذه الاخيرة في بلادنا تتراجع الى الخلف نظرا للسلبيات التي تتخبط فيها. وقال بأن صحافتنا الرياضية ليست متخصصة ولذلك فهي صحافة كروية وصحافة نوادي ومازالت بعيدة عن الاحترافية. والسؤال المحير حسب حميدشي والذي يبحث عن جواب شاف :لماذا لما تطورت الصحافة الرياضية تدهورت الرياضة ؟
وأشار الى أن الصحافة الرياضية مخترقة من طرف البزناسية هدفهم الوحيد التهتام كعكة الاشهار وخاصة اشهار النقال والسيارات ولهذا لايحترم هؤلاء البزناسية حسب تعبيره – كما يؤكد- المهنة ويلجأون الى كل الحيل لفبركة الاخبار والحوارات من اجل رفع السحب وهذا خطر على القارىء وعلى الصحافة نفسها،وقبل أن يختم تدخله طالب حميدشي السلطات العمومية التدخل عن طريق مجلس اخلاقيات الصحافة الرياضية لوضع حد لهذه المهازل والانتهاكات الخطيرة في الحقل الاعلامي .
اما يزيد اوهيب رئيس قسم الرياضي ليومية الوطن فقد سرد في بداية تدخله نبذة قصيرة عن تاريخ تطور الصحافة الجزائرية ورحلتها من القطاع العام الى القطاع الخاص ومن الاحادية الى التعددية بعد احداث اكتوبر .وضرب مثالا بجريدة الوطن، التي تحترم قراءها - حسب تعبيره ، حيث تقوم من حين الى حين بسبر الرأي لمعرفة توجهات قرائها .واكد انه في آخر استطلاع اجرته الجريدة لم تكن الرياضة تشغل كثيرا قراء الوطن بل احتلت الرياضة المراتب الأخيرة. وأكد اوهيب احد المخضرمين في الصحافة الرياضية المفرنسة ان الصحافة الرياضية فقدت مصداقيتها، لانها أصبحت غير مسؤولة .تبحث عن "السكوب" او الخبر الحصري بأي طريقة ملتوية ،على حساب الصدق والمسؤولية وذلك باختلاق الاخبار الكاذبة والاشاعات وفبركة الحوارات من اجل رفع السحب ،وهذا انحراف كبير وخطير.اذا لم يتوقف سيؤدي الى عواقب وخيمة.
واثناء تدخل رضا بلعباس رئيس القسم الرياضي لجريدة الخبر قال هذه ليست محاكمة للصحافة الرياضية.ولكن علينا أن ندق ناقوس الخطر.هذه مهنة المتاعب كما تسمى وهناك من مازال يحب هذه المهنة واشار الى يزيد اوهيب .وأكد انه لايمكن ان يشك في خبر وقعه يزيد، لانه معروف بتجربته الطويلة، ومشهود له بتحري الصدق فيما يكتب ولا يتلاعب بالقراء.ولذلك فهو يعتبره قدوة ويعمل في الخبرعلى أن يكون قراؤها أكثر اعلاما وتنويرا بالاخبار الصادقة وغير المفبركة، مهما كان الثمن، وأكد انه كاد يطرد في سنة 2004 ،بسبب رفضه اللجوء الى الاكاذيب والحوارات المفبركة بسبب العمل غير الاخلاقي لبعض الجرائد التي لاتحترم قراءها.ويضيف بلعباس:اليوم هناك: شبه صحفي وشبه مناصر ولذلك يحاول هو ان يتحلى بالموضوعية لأنه يرى أن المعلومة الصحيحة أفضل من المعلومة الخطأ .ويختم بلعباس مداخلته بقوله :لابد من الامانة والصدق وروح المسؤولية في نقل الخبرالرياضي ، مايبقى في الوادي غير حجارو.
وكان آخر متدخل هو الحكم الدولي السابق سليم اوساسي الذي يمتلك تجربة في الصحافة الرياضية من خلال أسبوعية صدى الملاعب وهو يكتب اليوم عمودا أسبوعيا ليومية النهار.قال ان الصحافة الرياضية وجدت لتكون هادفة وليست للملاسنة واثارة الفتن والنعرات.وعندما ارى – كما يضيف- الشباب يشتري اربع جرائد كل صباح،أعرف ان المصداقية غائبة وهذا عيب .وأكد أوساسي أن الصحافة الرياضية قد ضلت الطريق،ولابد لها من العودة الى جادة الصواب والصدق احتراما للقارىء الذي يشتريها.وتأسف على زمن اسبوعية صدى الملاعب التي كان يصدرها من سطيف الاعلامي عزالدين ميهوبي كاتب الدولة للاتصال الحالي حيث كانت -حسب تعبيره- تتحرى الصدق وتضحي بالاثارة من اجل الروح الرياضية بين الفرق والانصار وكانت تحظى باحترام القراء والرياضين .
في الاخير فتح المجال للمناقشة.

الساعة بتوقيت الجزائر تشير الى

 

Copyright 2008 All Rights Reserved | الجزائر للسياحة Designed by Bloggers Template | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة