المشروع الثقافي لجزائر الألفية الثالثة في تصور الروائي أمين الزاوي..
بقلم : الطيب طهوري الجلسة السابعة من جلسات منتدى المواطنة
المشروع الثقافي لجزائر الألفية الثالثة في تصور الروائي أمين الزاوي..
طرح مقدم الضيف ، رئيس منتدى المواطنة الروائي كمال قرور مجموعة من الأسئلة رأى أنها تفرض نفسها في وضعنا الثقافي الراهن ، وما نطمح إليه ثقافيا في الألفية الثالثة ، منها:
ـ ما المشروع الثقافي المناسب لهذه الألفية؟
ـ ما مضمونه؟ ما وسائل تحقيقه؟..
ـ الهوية في زمن متغير..ماهي ؟ كيف نتصورها؟..
ـ ما التربية الضرورية للجيل الجديد؟
ـ كيف نتصالح مع ذواتنا؟كيف نتفاعل إيجابيا مع الآخر / الغرب وغير الغرب في واقع العولمة التي تفرض نفسها على الجميع؟..إلى غير ذلك من الأسئلة الجوهرية التي تفرض نفسها..
بعد ذلك أعطى الكلمة لضيف المنتدى لطرح مشروعه الثقافي..
بدأ المحاضر تدخله بفكرة مؤداها انه لم يأت إلى المنتدى للقدح أو المدح، مضيفا أنه يريد طرح مجموعة من الملاحظات تشغله أولا وقبل كل شيء باعتباره أديبا كاتبا..
قال: توجد إرادة سياسية عليا تريد الدفع بالثقافة إلى الأمام مبررلك بالميزانية الضخمة التي خصصتها الدولة لخدمة الثقافة ، على اعتبار أن الثقافة تحتاج إلى المال ، مبينا ان المال وحده لايمكن ان يوجد ثقافة رغم أنه أساسي ، وهو ما يعني حتمية وجود الرأسمال البشري والعقلي الذي يحسن التدبير والتصرف..مؤكدا على حتمية وجود مثقفين ومشاريع ثقافية ومؤسسات ، قائلا : هناك حركة بناء مشاريع ثقافية كبيرة في الجزائر ، تحتاج حتما إلى مشاريع ثقتفية ومثقفين يحملون رؤية ثقافية مستقبلية، مقارنا في هذا الإطار بين مرحلة السبعينات حيث كان عدد قاعات السينما أكثر من 500قاعة في العاصمة وحدها ، بينما لا تتجاوز في كل القطر اليوم ال05قاعات ، وهو أمر يدعو وإلى الحيرة فعلا..
أكمل حديثه بفكرة مؤداها ان الثقافة استثمار اقتصادي حقيقي بما توفره من فرص عمل وبما تبنيه من عقول مسؤولة تحارب مظاهر اللامبالاة والتبذير..
عرج وبعد ذلك على الكتاب مبينا ان وزارة الثقافة تدعم طباعته ، لكن ما يطبع لا يتجاوز حدود الوطن ، حيث يفتقد كتابنا في عواصم العالم ومدنه الكبرى ..
تحدث أيضا عن المسرح متسائلا: لماذا لا يذهب الجزائريون إلى المسرح؟
تساءل ايضا : لماذا القطيعة بين المثقف والمؤسسة؟..لماذا صارت الجامعة تنتج متعلمين لا مثقفين ؟ لماذا لم يعد الطالب الجامعي يطالع؟
الجامعة في السبعينات كانت جامعة فعلا ..ما الذي حدث حتى صار الوضع هكذا..حيث لم تعد الجامعة تصنع المواطن الحقيقي؟
تحدث أيضا عن المثقفين الجزائريين الكثيرين في الخارج مبينا أننا في حاجة ماسة إلى جعلهم يعطون صورة إيجابية للعالم عن بلادنا ، ولا يتم ذلك إلا بإيجاد تنظيم يجمعهم واهتمام بهم من قبل سلطاتنا وعقد ملتقيات للم شملهم والتقائهم بمثقفي الداخل..
لم ينس أيضا الحديث عن اتحاد الكتاب ..كيف كان وكيف أصبح..وعن الجمعيات الثقافية التي تعد بالآلاف دون فاعلية ثقافية حقيقة..
ولم ين أيضا الحديث عن المثقفين المعربين والمفرنسين وشبه القطيعة بينهم داعيا إلى ضرورة التلاحم بينهم والعمل يدا في يد للرفع من مستوى ثقافتنا، لأن في غياب ذلك التلاحم نكون كمن يخلق شعبين ومخيالين اثنين ..
أكمل كلامه بالحديث عن الثقافة في التلفزة مقارنا بين وضعية الفعل الثقافي في الناطقة بالفرنسية والناطقة بالعربية، موضحا أنها في المفرنسة أكثر جدية في الإشهار للكتاب والتعريف به ، وهو نفسه الوضع في تقديم الحدث الثقافي والسبق إلى الإعلان عنه..
ختم محاضرته بالقول: إن الكتاب هو مركز الثقافة في أي بلد..ويخطئ من يرى بأن الجزائريين لايقرأون ، حبث القراءة في أي بلد هي في الأساس نخبوية .. وإذا كانت هناك أزمة فإنها تتمثل في العجز عن توصيل الكتاب إلى القارئ في مختلف مناطق الوطن والإشهار له..
قائلا : إن هناك ظاهرة تتمثل في أن معظم الكتب المعروضة في مكتبات العاصمة هي كتب بالفرنسية..
ما يلاحظ على المحاضرة إجمالا أنها كانت حديثا وصفيا عاما لوضعية الثقافة في بلادنا كماهي الآن وكما كانت عليه في السبعينات من القرن الماضي، وأسئلة لا إجابات لها.. الأمر الذي دفع ببعض المناقشين إلى الإعلان عن خيبة أملهم ، حيث لم يذهب المحاضر إلى الحديث عن الأسباب الحقيقية الكامنة وراء الوضعية المزرية التي صارت عليها ثقافتنا، ولم يعمل على ربط تلك الثقافة بالأوضاع السياسية والاجتماعية التي تمر بها بلادنا، مثل وضعية التعليم المتردية في مختلف مستوياتها من الابتدائي إلى الجامعة،ومثل قضية الساعة المتمثلة في تهديد الحكومة للمربين في قطاع التعليم بالفصل النهائي إن لم يعودوا إلى أقسامهم منكسري النفوس محطمين معنويا بعد أن تنكرت تلك وزارتها للتربية لما اتفقت عليه مع النقابات حول الملفات الثلاثة: المنح والعلاوات والخدمات الاجتماعية وطب العمل..
والملاحظ أن المحاضر تفادى الحديث عن هذه القضية أساسا بعد أن طرح عليه أحد الحاضرين سؤالا حولها..كما تحاشى الحديث عن الديمقراطية وعلاقتها بالثقافة ، والمعارضة ودورها في التأسي للمجتمع المدني الحقيقي..ولماذا ترفض التلفزة فتح نقاش واسع حول قطاع التربية الذي يعرف منذ سنوات فقدان استقرار أوضاعه مع مختلف الفاعلين الاجتماعيين والمختصين التربويين والمسؤولين المسيرين
المشروع الثقافي لجزائر الألفية الثالثة في تصور الروائي أمين الزاوي..
طرح مقدم الضيف ، رئيس منتدى المواطنة الروائي كمال قرور مجموعة من الأسئلة رأى أنها تفرض نفسها في وضعنا الثقافي الراهن ، وما نطمح إليه ثقافيا في الألفية الثالثة ، منها:
ـ ما المشروع الثقافي المناسب لهذه الألفية؟
ـ ما مضمونه؟ ما وسائل تحقيقه؟..
ـ الهوية في زمن متغير..ماهي ؟ كيف نتصورها؟..
ـ ما التربية الضرورية للجيل الجديد؟
ـ كيف نتصالح مع ذواتنا؟كيف نتفاعل إيجابيا مع الآخر / الغرب وغير الغرب في واقع العولمة التي تفرض نفسها على الجميع؟..إلى غير ذلك من الأسئلة الجوهرية التي تفرض نفسها..
بعد ذلك أعطى الكلمة لضيف المنتدى لطرح مشروعه الثقافي..
بدأ المحاضر تدخله بفكرة مؤداها انه لم يأت إلى المنتدى للقدح أو المدح، مضيفا أنه يريد طرح مجموعة من الملاحظات تشغله أولا وقبل كل شيء باعتباره أديبا كاتبا..
قال: توجد إرادة سياسية عليا تريد الدفع بالثقافة إلى الأمام مبررلك بالميزانية الضخمة التي خصصتها الدولة لخدمة الثقافة ، على اعتبار أن الثقافة تحتاج إلى المال ، مبينا ان المال وحده لايمكن ان يوجد ثقافة رغم أنه أساسي ، وهو ما يعني حتمية وجود الرأسمال البشري والعقلي الذي يحسن التدبير والتصرف..مؤكدا على حتمية وجود مثقفين ومشاريع ثقافية ومؤسسات ، قائلا : هناك حركة بناء مشاريع ثقافية كبيرة في الجزائر ، تحتاج حتما إلى مشاريع ثقتفية ومثقفين يحملون رؤية ثقافية مستقبلية، مقارنا في هذا الإطار بين مرحلة السبعينات حيث كان عدد قاعات السينما أكثر من 500قاعة في العاصمة وحدها ، بينما لا تتجاوز في كل القطر اليوم ال05قاعات ، وهو أمر يدعو وإلى الحيرة فعلا..
أكمل حديثه بفكرة مؤداها ان الثقافة استثمار اقتصادي حقيقي بما توفره من فرص عمل وبما تبنيه من عقول مسؤولة تحارب مظاهر اللامبالاة والتبذير..
عرج وبعد ذلك على الكتاب مبينا ان وزارة الثقافة تدعم طباعته ، لكن ما يطبع لا يتجاوز حدود الوطن ، حيث يفتقد كتابنا في عواصم العالم ومدنه الكبرى ..
تحدث أيضا عن المسرح متسائلا: لماذا لا يذهب الجزائريون إلى المسرح؟
تساءل ايضا : لماذا القطيعة بين المثقف والمؤسسة؟..لماذا صارت الجامعة تنتج متعلمين لا مثقفين ؟ لماذا لم يعد الطالب الجامعي يطالع؟
الجامعة في السبعينات كانت جامعة فعلا ..ما الذي حدث حتى صار الوضع هكذا..حيث لم تعد الجامعة تصنع المواطن الحقيقي؟
تحدث أيضا عن المثقفين الجزائريين الكثيرين في الخارج مبينا أننا في حاجة ماسة إلى جعلهم يعطون صورة إيجابية للعالم عن بلادنا ، ولا يتم ذلك إلا بإيجاد تنظيم يجمعهم واهتمام بهم من قبل سلطاتنا وعقد ملتقيات للم شملهم والتقائهم بمثقفي الداخل..
لم ينس أيضا الحديث عن اتحاد الكتاب ..كيف كان وكيف أصبح..وعن الجمعيات الثقافية التي تعد بالآلاف دون فاعلية ثقافية حقيقة..
ولم ين أيضا الحديث عن المثقفين المعربين والمفرنسين وشبه القطيعة بينهم داعيا إلى ضرورة التلاحم بينهم والعمل يدا في يد للرفع من مستوى ثقافتنا، لأن في غياب ذلك التلاحم نكون كمن يخلق شعبين ومخيالين اثنين ..
أكمل كلامه بالحديث عن الثقافة في التلفزة مقارنا بين وضعية الفعل الثقافي في الناطقة بالفرنسية والناطقة بالعربية، موضحا أنها في المفرنسة أكثر جدية في الإشهار للكتاب والتعريف به ، وهو نفسه الوضع في تقديم الحدث الثقافي والسبق إلى الإعلان عنه..
ختم محاضرته بالقول: إن الكتاب هو مركز الثقافة في أي بلد..ويخطئ من يرى بأن الجزائريين لايقرأون ، حبث القراءة في أي بلد هي في الأساس نخبوية .. وإذا كانت هناك أزمة فإنها تتمثل في العجز عن توصيل الكتاب إلى القارئ في مختلف مناطق الوطن والإشهار له..
قائلا : إن هناك ظاهرة تتمثل في أن معظم الكتب المعروضة في مكتبات العاصمة هي كتب بالفرنسية..
ما يلاحظ على المحاضرة إجمالا أنها كانت حديثا وصفيا عاما لوضعية الثقافة في بلادنا كماهي الآن وكما كانت عليه في السبعينات من القرن الماضي، وأسئلة لا إجابات لها.. الأمر الذي دفع ببعض المناقشين إلى الإعلان عن خيبة أملهم ، حيث لم يذهب المحاضر إلى الحديث عن الأسباب الحقيقية الكامنة وراء الوضعية المزرية التي صارت عليها ثقافتنا، ولم يعمل على ربط تلك الثقافة بالأوضاع السياسية والاجتماعية التي تمر بها بلادنا، مثل وضعية التعليم المتردية في مختلف مستوياتها من الابتدائي إلى الجامعة،ومثل قضية الساعة المتمثلة في تهديد الحكومة للمربين في قطاع التعليم بالفصل النهائي إن لم يعودوا إلى أقسامهم منكسري النفوس محطمين معنويا بعد أن تنكرت تلك وزارتها للتربية لما اتفقت عليه مع النقابات حول الملفات الثلاثة: المنح والعلاوات والخدمات الاجتماعية وطب العمل..
والملاحظ أن المحاضر تفادى الحديث عن هذه القضية أساسا بعد أن طرح عليه أحد الحاضرين سؤالا حولها..كما تحاشى الحديث عن الديمقراطية وعلاقتها بالثقافة ، والمعارضة ودورها في التأسي للمجتمع المدني الحقيقي..ولماذا ترفض التلفزة فتح نقاش واسع حول قطاع التربية الذي يعرف منذ سنوات فقدان استقرار أوضاعه مع مختلف الفاعلين الاجتماعيين والمختصين التربويين والمسؤولين المسيرين