الجمعة، 30 يوليو 2010

كلمة في مسابقة “فنون القراءة والتلخيص”


 الأستاذ/ العربي حمدوشـ ــــــــــــــــــــــ
(نص الكلمة التي ألقاها الأستاذ القدير العربي حمدوش في حفل توزيع الجوائز على الفائزين في مسابقة فن القراءة والتلخيص ،وفيها نقد وتوجيه من خبير تحكيم شارك وعارك العشرات من النصوص الثقافية والأدبية في منافسات ولقاءات ومسابقات مختلفة هناوهناك …).
اللهم إنا نعــوذ بك من فتنة القول ، كما نعــوذ بك من فتنة العمل.
ونعوذ بك من التكلف لما لا نحسن ، كما نعوذ بك من العجب بما نحسن.
ونعــوذ بك من السلاطة والهذر ، كما نعــوذ بك من العي والحصر.
أعذني رب من حصــر وعي     ومن نفس أعالجها عـــلاجا
ومن عجب أتـيه  به غـرورا      وخـوف يملأ  النفس  اختلاجا
أيها الحضور الكريم:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.أما بعد،

جميعكم يعلم أهمية القراءة والكتابة في ديننا الإسلامي الحنيف ، وتاريخنا الحضاري المشرق.ويكفي بيانا أن أول ما نزل من القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أمـرا بالقراءة وتنويها بشأن القلـم في مجتمع كانت تغلب عليه الأمية : ” اقرأ باسم ربك الذي خلق.خلق الانسان من علق.اقرأ وربــك الاكرم .الذي علم بالقلم.علم الانسان ما لم يعلم ” سورة العلق )1-5 (.
وفي القرآن المكي ورد القسم بالقلم : ” ن.والقلـم وما يسطرون.مآ أنت بنعمة ربـك بمجنــون. وإن لك لأجرا غير ممنون.وإنك لعلى خلق عظيم.” سورة القلم  )1-4 (.
وحسبك دليلا على شرف القلم أن الله أقسم به في السورة ، تمجيدا لشأن الكاتبين ، ورفعا من قدر أهل العلم،ففي القلم البيان كما في اللسان.قال القرطبي:”نبه الله تعالى على فضل علم الكتابة،لما فيه من المنافع العظيمة التي لا يحيــط بها إنسان ، وما دونت العلوم ولا قيدت الحكم ، ولا ضبطت أخبار الأولين ومقالاتهم ، ولا كتب الله المنزلة إلا بالكتابة ، ولولاها ما استقامت أمور الدين والدنيا.” تفسير القرطبي
فلا غــرو أن يشيع في تراثنا أن مــداد العلماء يعـــدل دم الشهـداء . ومن ثم فإن الكتابة تخليد للمآثر، ومقاومة للنسيان، كما أنها أمانة ومسؤولية:
وما من كاتــب إلا سيبلــى     ويبقي الدهــر ما كتبت يداه
فلا تكتب يمينــك غـير شيء      يســـرك في القيامة أن تراه
ومن هذا المنطلق فإن التحفيز على القراءة والمطالعة فـرض من فرائض الإسلام ، زيادة على أنه فضيلة إنسانية وسلوك حضاري.
يقول شاعر العربية الكبير أبو الطيب المتنبي:
أعـز مكان في الدنى ســـرج سابح     وخير جليــــس في الزمان كتاب
ويقول أمير الشعراء أحمد شوقي:
أنا من بـدل بالكتب الصحابا        لم أجـد لي   وافيا  إلا الكتـابا
صـاحب إن عبته أو لم تَعِـب       ليس بالواجـد للصاحـب عابا
كلما أخلقتــه جـــددني       وكساني  من حلى الفضل ثيـابا
صحبة لم أشـك منها ريبــة        ووداد لم يكلفـــني   عتـابا
تجـد الكتب على النقـد كما        تجد الإخــوان صدقا وكِـذابا
فتخيـرها كما تختـــارهم        وادّخر في الصحب والكتب اللبابا
صالح الإخــوان يبغيك التّقى        ورشيـد الكتب يبغيك الصوابا
وأرسل بعض الخلفاء في طلب بعض العلماء ليسامره. فلما جاء الخادم إليه وجده جالساً وحواليه كتـــب وهو يطالع فيها. فقال له: إن أمير المؤمنين يستدعيك. فقال: قل له عندي قوم من الحكماء أحادثهم فإذا فرغت منهم حضرت.
فلما عاد الخادم إلى الخليفة وأخبره بذلك قال له: ويحك من هؤلاء الحكماء الذين كانوا عنده؟
قال: والله يا أمير المؤمنين ما كان عنده أحد.
قال: فأحضره الساعة كيف كان.
فلما حضر ذلك العالم. قال له الخليفة: من هؤلاء الحكماء الذين كانوا عندك؟
قال: يا أمير المؤمنين
لنا جُلَساءٌ ما نَمَـلُّ حـديثَـهُـمْ          ألِبّاءُ مَأمونونَ   غيباً ومَشْهَـدا
يُفيدوننا من علمهمْ عِلْـمَ  ما مضى         ورأياً وتأديباً   ومجداً وسـؤددا
فإن قلتَ: أمواتٌ فلم تَعْدُ أمـرَهُمْ          وإن قلتَ:أحياءٌ فلستَ مُفَنَّـدا
فعلم الخليفة أنه يشير بذلك إلى الكتب، ولم ينكر عليه تأخره.
ومن هنا كان لا بد من الوقوف وقفة تجلة وتقدير ، تحية لهذا المجهود الحضاري الكبير ، الذي أقــدم عليه “منتدى المواطنة”الناشط تحت الغطاء القانوني لجمعية “آفاق”للإبداع الثقافي لمدينة العلمة.ففي زمـن طغت فيه الأقـــدام على الأفهــام ،وضعفت فيه الهمم على ارتياد المعالي وتولي الزمام ، يطل علينا هذا المنتدى بنفوس أصحابه الكبار:
وإذا كانت النفوس كبارا    تعبت في مرادها الأجسام
وكأنه يجسد عمليا مقولة مالك بن نبي:” إن وقتنا الزاحف صوب التاريخ ، لا يجب أن يضيع هباء* ، كما يهرب الماء من ساقية خربة. ولا شك أن التربية هي الوسيلة الضرورية التي تعلم الشعب العربي الإسلامي تماما قيــمة هذا الأمر ، ولكن بأية وسيلة تربوية؟
إن من الصعب أن يسمع شعب ثرثار الصوت الصامت لخطا الوقت الهارب !”)شروط النهضة،ط4، ص147(
إنه عمل جليل بكل المقاييس ، استقبلناه استقبـــال الأرض العطشى للغيــــث الساقي ، وطربنا له “طرب الغريب بأوبة وتلاق ! ” ، وما زلنا نطلب المزيد ، والنافع الجديد من مختلف الطاقات الخيرة في هذا الوطن الحبيب “وفي ذلــك فليتنافس المتنافسون”سورة المطففين آية26. نعم نتنافس بهذا المعنى القرآني الإيجابي الذي عبر عنه الشاعر اللبيب:
لا تقـل عن عمـل:ذا ناقص    جـئ بأوفى ثم قل:ذا أكمل
إن يغب عن   عين سار قمـر    فحرام   أن  يلام  المشعـل
ــــــــــــــــــــــــ
*الصحيح أن يقال:” يجب أن لا يضيع هباء”،لأن التعبير المترجم أعلاه يوحي بأنه يجوز أن يضيع هباء .وهذا غير مقصود.
وليس هذا بغريب على هذه المدينة المعطاء ، وعلى أهلها الكرماء .
أيها الحضور الأعزاء:
جاءت هذه المسابقة التي تلهفنا إلى أمثالها تلهــف العليل إلى الشـفاء، والأرض العطشى إلى الماء.. وكان من توفيـق الله ورعايته ، ثم من اجتهاد فريق المنتدى أن وقع الاختيار على مالــــك بن نبي الذي قال فيه العــــلامة محمد المبارك وهو يقدم كتابه ” وجهة العالم الإسلامي “:
” إن مالكا يبدو في كتابه هذا وفي مجمـوع آثاره لا مفكرا كبيرا وصاحب نظرية فلسفية في الحضارة فحسب، بل داعيا مؤمنا يجمع بين نظرة الفيلسوف المفكـر ومنطقه ، وحماسة الداعية المؤمـن وقـوة شعـوره ، وإن آثاره في الحقيقة تحوي تلك الدفعة المحركة التي سيكون لها في بلاد العرب أولا وفي بلاد الإسلام ثانيا أثرها المنتج وقوتها الدافعة.
وقلما استطاع كاتب مفكر أن يجمع كما جمع بين سعة الإطار والرقعة التي هي موضــوع البحث، وعمق النظر والبحث ، وقوة الإحساس والشعور.أنا لا أقول إنه  [ابن نبي] ، ولكـني أقول إنه ينهل من نفحات النبوة ، وينابيع الحقيقة الخالدة.”
فإذا أردنا أن نتحدث عن الأعمال المشاركة في هذه المسابقة الثقافية المتخصصة في “فن القــراءة والكتـابة والتلخيص” فيمكن أن نسجل – بإيجاز- الملاحظات والتوجيهات الآتية:
أ- التفاوت في نوعية المشاركات : ما بين مدرك للأهداف البعيدة للمسابقة ، وما بين واقف عند ظاهرها الشكلي ، مما حدا ببعضهم إلى تناول الكتاب الملخص وحذف أجزاء منه كيفما اتفق ، تحقيقا لقاعــدة الربــــع [1/4].
ب- الوعي المنهجي: وهذا هو الدرس الأول المستفــاد من قراءة مالك بن نبي. إذا لم ينضبط المتسابق منهجيا فإن قراءته لفكـر مالك بن نبي تعد قراءة سطحية … غير مستساغ أن تلخص كتابا دون أن تشير إلى المعلومات البيبليوغرافية المتعارف عليها منهجيا )من اسم الكاتب ، وعنوان الكتاب،والمترجم إن وجد، والطبعة ، والناشر …(.
وإلا فعلى أي أساس سنتحاور ونتناقش ونختلف.
من ذلك أن أحد المشاركين زعم أن مالك بن نبي أورد في كتابه )شروط النهضة( القــول المأثور:       ” ما من يـوم ينشق فجره إلا وينادي : يا ابن آدم أنا خلــق جــديد ، وعلى عملك شهيــد فاغتنم مني فإني لا أعود إلى يوم القيامة…” وعده حديثا نبويا شريفا بينما هو من قول الحسن البصري.
والمؤاخذات المنهجية على هذا الزعم نجملها في الآتي:
-       لم يذكر الطبعة المعتمدة والصفحة.
-       لم يخرج القول المذكور في مظانه ومصادره ، واكتفى بالقول العاري من المصادر الأصلية.   )وكان عليه الرجوع إلى سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني مثلا.(
-       بمراجعتي لكتاب مالك بن نبي )الطبعة الرابعة 1987 عن دار الفكر ص145 (وجدت القـــول المذكور في الباب الثاني ، العنصر الثالث : الوقت ، حيث استشهد به وجعله بين مـزدوجتين ، دون نسبته إلى قائل معين. وبمراجعتي للمسـرد الثاني : مسرد الأحاديث النبــوية لم أجــد له ذكرا !
-       لو ذكر المتسابق الطبعة التي اعتمدها لأبرأ ذمته ، ولكنه لم يذكر شيئا فأصبح مخطئا وهو مليم.
ج- التواضع العلمي واتهام الذات قبل الآخر : إن روح البحث العلمي يقتضي منا أن نكون متـواضعين ونحن نتعامل مع قمم الفكر.و يجدر بنا أن لا نسارع إلى الأحكام القطعية أبدا ، بل نستعمل العبــارات التي توحي بالظن والتخمين.فليس سهلا أن تحكم على كتاب لمالك بن نبي بأنه “يفتقد للتوازن بين أجزائه  وبعض أفكاره مستقلة عن الأخـرى وغير متسلسلة أو مترابطة ، وقد يعود ذلك إلى طبيعة تكـوين المؤلف )مهندس كهرباء(…كما أن هناك عناصر وأفكار[كذا،والصحيح:أفكارا] متكررة من الكتاب لا سيما ما تعلـق منها بدور الفكرة الدينية في بعث الحضارة…”
إن تكرار الحديث عن قضية ما يوحي بدلالات كثيرة كمزيد الاهتمام بها ، وعـرض جوانب تفصيلية لها كل مرة ، والبرهنة عليها بطرق مختلفة ، وأخذ العبرة منها إلى غير ذلك من الطرائــف واللطـائف التي يدركها الخبراء المجربون.
وقد أشار المؤلف إلى مسوغات هذا التكرار،فذكر أنه لمس من خلال مناقشاته مع قــرائه أن بعض التفســـيرات التي قدمها لهم عن بعض الوقائع ما زال يكتنفها الغموض ، ومنها ما يتصل بالفكــرة الدينية.يقول:” وحيث لا يسعني إلا أن أؤيـــد هذه الملاحظات اعترافا مني بجدارتها ، فقـد وددت أن أستغل فرصة الطبـعة الثانية للكتاب لأضيف إليه فصلا يعالج بالخصوص أثــر الفكـرة الدينية في الدورة الحضــارية ، معتمـدا هذه المــرة على الاعتبارات النفسية الاجتماعية بالإضــافة إلى الاعتبارات التاريخية التي اقتنعـــنا بها في الطبعة السابقة.”
فالكاتب – إذن – يعي مايفعل ، وهو يكتب على بصيرة وتركيز.
وليس معنى هذا أن مالك بن نبي يتأبى على النقد ، فكل بني آدم خطاء ، ولكنا أردنا الدعــــوة إلى مزيد من الحذر والتثبت.
د- مزيدا من التركيز في الإصغاء والقراءة والكتابة:إن الملاحظة السابقة تقودنا إلى الدعوة إلى مــزيد من التركيز في الإنصات إلى بعضنا والإصغاء الذكي الواعي:
إن بعض القــــول فــن فاجــعل الإصغـــاء فنا
وإلى مزيد من القراءة المتعمقة المتفحصة المتفاعلة.
وإلى توظيف ذلك كله في الكتابة والتحرير.
لا أن يكون حالنا كما قال القائل:
أقــول له زيــدا فيسمع خــالدا     ويكتبه عمــرا ويقــرأه بكرا !
لذلك فأنا عاتب على بعض المشاركين أخطاءهم التي وقعوا فيها.وأشنعها على الإطلاق ما تعــلق بآيات القرآن الكريم.إنه لمن المحــزن أن يذكر لك المتسابق رقم الآية وسورتها ثم يـورد  الآية خاطئة !
من ذلك بعض الآية الكريمة 54 من سورة الروم: ” ثم جعــل من بعد قـــوة ضعفا وشيـبة”،
كتبها بعضهم:”شيبا”.
ومن ذلك قوله تعالى في سورة النساء الآية 8: ” وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه وقولوا لهم قولا معروفا” ، كتبها بعضهم “وإذا حضر القسمة أولي القربى…”.
وأكثر الآيات التي تعرضت للتشويه هي قوله تعالى من سورة الرعد الآية12:” إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم” ، وهي الآية التي تتكرر كثيرا في كتابات مالك بن نبي ، وكانت شعار ملتقيات الفكر الإسلامي التي احتضنتها الجزائر في أيامها الزاهيات ، كتبها بعض المشاركين:”لن يغير الله ما بقوم.” وكتبها آخرون:”لا يغير الله ما بقوم…” وكتبها بعضهم:”لا يغير الله قوما…” إلخ….
وكان الأجدر الرجوع إلى المصحف الشريف ، وعند الاقتضاء الاستعانة بالمعجم المفهــرس لألفاظ القرآن الكريم.
وهناك أخطاء لغوية يجب التنبه إليها كهمزة الوصل والقطع ، وتبعية الصفة للموصوف ، وعـلاقة العدد بالمعدود ، والجوازم ، والنواصب ، وغيرها كثير.فمن المؤسف أن تجد تلخيصا منهجيا جيدا ،ثم تجد صاحبه يقول:”أحسست وأنا أقرأ له أنه أديب،وإن لم يسمى[كذا] بذلك،أو يتسمى[كذا] !وكان عليه حذف حرف العلة لأن الفعل المضارع مجزوم بـ )لم(.ومنها كتابة كلمة على حدة هكذا :”على حدى”.
أو أن يقول آخر:”بعض أفكار المؤلف تناولها مفكرين من قبله…” والصحيح : مفكرون لأنه فاعل.       أو قوله:” الدور الذي يقوم به الأبطال الروحيين..ما بذله ويبذله الأبطال الماديين..” والصحيح:الروحيون والماديون.
هـ- ومن ذلك عدم الالتزام بالأمانة العلمية في نقل النصوص وضبطها ، وإيهام القارئ أنها للمؤلف ، وهي ليست له بالصياغة المقدمة والفهم القاصر أحيانا.
ولا بد – في الختام- من تجديد الشكر لمنتدى المواطنة ، ولكل من أسهم في دعـــم هذه الجائزة ماديا وأدبيا وفي مقدمة هؤلاء : جمعية منتدى تجار دبي بالعلمة ، ومكتب التوثيق ماهور باشا سليمان ، وموقع ضفاف الإبداع الإلكتروني ، ومنتديات الجلفة لكل الجزائريين والعرب ، والصحافة الوطنية…
لقد قرر علماؤنا الأجلاء ، وفقهاؤنا العظماء أن المتفرغ للعــلم يعطى من مال الزكاة ، ولا يعطى المتفرغ للعبادة.
وقد ركز هذا المنتدى الطيب اهتمامه على هذا الجهــاد الثقافي الجليل ، فأنفقوا عليه بســخاء ولا تخشــوا من ذي العرش إقلالا . وخلدوا ذكــرا لكم طيبا “فالذكر للإنسان عمر ثان !”.
الناس صنفـان : مــوتى في حياتهم    وآخــرون ببطن الأرض أحيـــاء
وكونوا أيها الأحبة كما قال القائل:
ما يألف الدرهــم المنقوش خرقتنا    إلا لماما قلــيلا ثم ينطلــق
إنا إذا كثـــرت  يوما دراهمنـا    ظلت إلى طرق الخيرات  تستبق
وفقنا الله جميعا إلى ما فيه الخير والصلاح ، ومتعنا بالصحة والسكينة والهناء ، وأسبل على الجزائر سابغ الأمن والتقدم والرخاء.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الساعة بتوقيت الجزائر تشير الى

 

Copyright 2008 All Rights Reserved | الجزائر للسياحة Designed by Bloggers Template | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة