لقد فرضت ظروف الانفتاح الثقافي والفضائي والعولمة علينا تحديات كثيرة ، الأمر الذي يستلزم معه إعادة النظر في أساليب وطرق تربية وتعليم الجيل وتوجيهه الوجهة الصحيحة حتى لا يقع فريسة سهلة للغير وتضعف وطنيته وتعمل على إلغاء هويته ويتخبط بعد ذلك حائرا ، واصبحت هذه هى المعضلة الكبرى فى منظومتنا التعليمية وهي تربية وتعليم الفرد ليكون لبنة صالحة من لبنات المجتمع ، يعرف حدود مسئولياته تجاه وطنه ، وعلى وعى كامل بكافة سبل تنميته ، من هنا ظهرت رؤية تربية وتعليم المواطنة والتى تعنى الانتماء إلى الوطن والمساواة في الحقوق والواجبات بين كافة ابناء الوطن دون تمييز في العرق أو الأصل أو اللون أو المعتقد أو المكانة الاجتماعية ، وهي علاقة تفاعلية بين الوطن والمواطن حيث انها تمثل مجموعة من الالتزامات المتبادلة بين الأشخاص والدولة .
فالشخص يحصل على بعض الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية نتيجة انتمائه للمجتمع وعليه في نفس الوقت أن يؤدي بعض الواجبات لهذا المجتمع ، أى انها العلاقة بين الأفراد والدولة مع امتثال للحقوق والواجبات ، ولذلك يمكن فهم المواطنة على أنها: العضوية التي يتمتع بها الأفراد في المجتمع ، وتتضمن القبول والتسليم بتبادل الاهتمامات بين جميع الأفراد والإحساس بالاهتمام المشترك من أجل رفاهية المجتمع ، والقدرة على العطاء لتحقيق مزيد من تطور المجتمع واستقراره.
وتأتي أهمية تربية المواطنة من حيث أنها عملية متواصلة لتعميق الحس والشعور بالواجب تجاه المجتمع ، وتنمية الشعور بالانتماء للوطن ، وغرس احترام النظام والاتجاهات الوطنية والنظم والتعليمات ، وتعريف النشأ بمؤسسات بلدهم ومنظماتها الحضارية وأنها لم تأتِ مصادفة بل ثمرة عمل دؤوب وكفاح مرير، ولذا من واجبهم احترامها ومراعاتها.
ولكن يختلط علينا الأمر بين الوطنية والمواطنة رغم الفارق بينهما ، فالوطنية شعور وارتباط عاطفي بالأرض والمجتمع وحب ووفاء وحرارة وانفعال وجداني ، وحس قلبي ضميري داخلي ولا تعدد فيها ولا تبدل ، وهى نتيجة لواقع وذات صلة بالتاريخ والهوية ، أما المواطنة فهي تكيف ومرونة ، ووسيلة لهدف وسلوك فعلي ظاهري وسلوك وتصرفات ، وارتباط عملي تستوعب وجود علاقة بين الوطن والمواطن ، وأنها تقوم على الكفاءة الاجتماعية والسياسية للفرد كما تستلزم صفات أساسية في المواطن تجعل منه شخصية مؤثرة في الحياة العامة ، ،وقادرة على المشاركة في اتخاذ القرارات 0
وعموما صفة الوطنية أكثر عمقا من صفة المواطنة ، أو أنها أعلى درجات المواطنة ، فالفرد يكتسب صفة المواطنة بمجرد انتسابه إلى جماعة أو لدولة معينة ، ولكنه لا يكتسب صفة الوطنية إلا بالعمل والفعل لصالح هذه الجماعة أو الدولة ، وتصبح المصلحة العامة لديه أهم من مصلحته الخاصة 0
التربية والتعليم والمواطنة :
تعتبر مرحلة الطفولة من أهم المراحل لغرس المفاهيم والمعارف والقيم المتعلقة بالوطن من وطنية ومواطنة ، وذلك لأن ترسيخها في مرحلة الطفولة وتنشئة الطفل عليها يجعلها عنصراً مكوناً في بناء شخصيته ، وذلك لأن الطفل منذ مراحل نموه الأولى يجب أن يتعلم أنه يعيش في مجتمع وأنه عنصر فيه ويجب أن يكون صالحاً وقادراً على تحمل المسؤولية والمشاركة في نموه وتقدمه ورقيه بالجد والعمل والكفاح ويجب أن ينشأ منذ مراحل عمره على الولاء والانتماء وحب الوطن 0
وعلى ذلك فإن التعليم يتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية الاجتماعية فى مسألة المواطنة للدور المباشر وغير المباشر للتعليم في تشكيل الشعور بالانتماء وتربية المواطنة التي تهتم بالدرجة الأولى بالمسؤولية الاجتماعية التي وللأسف نراها تتراجع بشدة في مجتمعنا ، كما يعد قطاع التربية والتعليم الركيزة الأساس لبناء الأفراد والمجتمعات ، ولقد كان وسيظل أهم السبل وأكثرها نجاحا لتكريس توجهات المجتمعات وللتعليم دور محوري وأساسي في تعميق مفهوم المواطنة لدى الطلبة من خلال المدرسة والمدرسة هي إحدى المؤسسات التي فكر الإنسان في ابتكارها من أجل ضمان استمراره وبقاءه وتطوره ، فهي أعظم اختراع أوجده الإنسان فوضع لها الأنظمة والقوانين وحدد وظيفتها وأوكل إليها تربية الجيل ، وعلى ذلك فإن بقاءها واستمرارها لا يعتمد فقط على نقل المعرفة عبر الأجيال ، لأن ذلك لا يلبي حاجات المجتمع إلى التقدم والتطور بل لا بد من ممارسة الطلبة حقهم في المشاركة والنقاش وأن يكون نبراسهم عمل الفكر فيما يتعلمون00
والمدرسة كوسيط اجتماعى فهى أداة تمثل المجتمع في تحقيق الأهداف التربوية المرسومة في المناهج الدراسية ، وتعمل على تنمية الجانب الإدراكي والانفعالي والوجداني في الطلاب كما تعمل على ترسيخ قيم التآخي والتكافل والاحترام وتكوين الاتجاهات الايجابية وتشجع تنافس بينهم ، فهى بذلك تكتسب الجدارة بتربية النشأ على المواطنة وتكريس مفهومها وقيمها عبر السلوكيات الواعية المسئولة التي تمارس في هذا الوسط التربوى ، والتي سرعان ما تمتد فاعليتها على الوسط العائلي ثم المجتمعي بعد ذلك ، ويمكن للمدرسة ان تؤدى دورها فى هذا المجال من خلال ما يلي:-
1- العمل على تعزيز الوطنية والمواطنة في نفوس الطلاب عن طريق تزويدهم بالمهارات اللازمة لفهم الحقوق والواجبات ، والحقوق تشمل كل ما يكفله الوطن لهم من حقوقهم في مدرستهم ودائرتهم التي يعيشون فيها ، أما الواجبات التي يجب أن يفهمها كل طالب ويؤديها على وجهها الأكمل فتشمل أمورا منها :-
1. اكسابه صفة تحمل المسؤولية المشتركة ، المشاركة في صنع القرار بالطرق القانونية التي تقرها أنظمة الدولة ، ليشعر أن رأيه مسموع ، وأن قدراته مستفاد منها 0
2. تبصيره بطرق الحوار ووسائل إبداء الرأي 00
3. تعويده التعامل مع وجهات النظر المخالفة وسبل حل الخلافات في الرأي أو في المصالح 0 المشاركة في تطبيق النظام ، بحيث يرشد الطالب إلى أهمية القيام بسلوك المواطنة ، وأهمية المسؤولية الفردية ، وضرورة أن يبدأ بنفسه قبل الآخرين ، كما يمكن تزويد الطالب بالأساليب التي يمكن أن يتخذها عند رؤية من يخالف النظام ، بحيث يشعر الطالب بأن أي مخالفة للنظام في أي مكان ولو كانت صغيرة هي خروج على الجماعة ولو بشكل يسير ، وأن هذا الخروج قد يهدد النظام على المدى البعيد حال التساهل به –
4. تنمية روح المشاركة لدى الطلاب في تقويم من يخرج على النظام بالطرق المشروعة ، بحيث يزود الطالب ويدرب على أساليب تناسبه ، وتلائم البيئة المدرسية ، وتساعد على تنفيره من مخالفة سلوك المواطنة ، وبالتأكيد فإن على المدرسة ضرورة تدريب الطلاب عمليا على حفظ النظام داخل الفصول وداخل المدرسة 0
5. تعويد الطلاب على التعايش والتعاون مع الآخرين00
6. تربية الطلاب على قيم التسامح والحوار وتقبل وجهات نظر الآخرين ، وطاعة قرارات الأغلبية ، وغيرها من القيم والمهارات التي لا بد أن يكتسبها الطفل لكي يستطيع التفاعل مع الآخرين في الأسرة، والمدرسة والمجتمع
7. تربية الطلاب على السلام وتعنى تعليم القواعد الضرورية للعلاقة المنسجمة والسليمة بين الأمم والناس ، وتشجيع الاحترام الكامل لحقوق الإنسان وحرياته ، واحترام حرية أي فرد في التعبير ، والحصول على المعلومات والتفاوض من أجل حسم الصراعات ، والتمسك بمبادئ000
ولطالما ان بناء المواطنة في المؤسسة التربوية تحتاج إلى رؤية واضحة واسعة الأفاق وتخطيط محكم ، وكفاءات في التنفيذ ، فيجب تفعيل أدواتها فى هذا الشأن ومن هذه الأدوات:
أولا : المناهج الدراسية :
باعتبارها أداة تستوعب فلسفة المجتمع ومرجعيته وتعكس اتجاهاته واستراتيجياته ، وتحمل قيمه ومبادئه ، لذا ومن الضروري تحديد المقررات المدرسية للتربية على المواطنة بحيث تمكن المتعلم من :
• إتقان المهارات العملية المرتبطة بالتربية على المواطنة 00
• ممارسة النشاط الوطني00
• التعود على العمل في إطار التعاون الايجابي في المجتمع00
• المشاركة في الأعمال التطوعية00
• تنمية حس النقد الهادف00
• تنمية الوعى لدى الطلاب بأن المدرسة مجتمع مصغر يعكس صورة مجتمعهم الكبير، وتؤهلهم للعيش فيه بمنحهم آليات ومقومات الحياة الجماعية وتدريبهم على القيام بالمسؤوليات المخولة لهم ، وبذلك يكتسبوا مختلف المهارات والكفاءات التي تعدهم ليكونوا مواطنين صالحين وفق قيم ومعايير خاصة حددها المجتمع الذي يعكس المنهاج الدراسي أهدافه وطموحه من تكوين المواطن المتعلم.
ثانيا : المعلم :
كشريك استراتيجي في العملية التربوي وعنصر أساسي في أي مشروع تربوي يراد له النجاح في المجتمع ، فهو من يتوقف تطبيق المنهاج على كفاءته والتزامه بمهمته وصدقة في العمل وإتقانه خاصة فيما يتعلق بالمواطنة ، كما انه المسئول الكفء الجدير بتعليم الأجيال وتوجيههم وتبصيرهم بحقوقهم و واجباتهم نحو المجتمع والوطن00
ثالثا : الأهداف التعليمية :
إن تتطور الأهداف التعليمية من أهداف نظرية إلى أهداف بناء للسلوك المعتمد على التطبيق الفعلي والملموس للغايات والأهداف التعليمية ، ومن ذلك الانتماء الوطني الصادق بما يقود إلى المحافظة على أمنه والحرص على أمانه.. واستثمار الطاقات في بنائه..
رابعا : الأنشطة التربوية :
إن الفرق بين التعليم التقليدى والتعليم الحديث يقوم على أهمية دور الأنشطة التربوية فى استكمال العملية التعليمية ، من هنا نجد أن الأنشطة التربوية الآن هى جوهر العملية التعليمية بمعناها الحديث وهى التى تساهم بالدور الأساسى فى تشكيل الانتماء، أن الأنشطة التربوية تلعب دور أساسى فى تكوين الشخصية واكتساب معنى الوطنية والانتماء وتشكيل الهوية ، وحتى تؤدي هذا الدور على الوجه الأكمل يجب العمل علىتنويع برامج الأنشطة المدرسية لتشمل برامج تربوية اجتماعية وثقافية وبيئية وكشفية وسياحية ، وعقد ندوات واجتماعات مدرسية ، يتم فيها دعوة كبار المسئولين من مجالات متخصصة مختلفة لمناقشة الطلاب في قضايا الوطن 0
وفى جميع الأحوال يجب التأكيد على الترابط بين التربية والتعليم والمواطنة واعتبار هذا الترابط حتمية إستراتيجية ترمي إلى ضمان أمن الأجيال والوطن مستقبلا، كما أنها دعم ثمين لتطوير العملية التعليمية وترقيتها بما يحقق الطموحات ويرفع التحديات ، وسبيل لتثمين الفعل التربوي في المدرسة باعتبارها مؤسسة رسمية تتحلى بالتخطيط المتهجي الواضح لتعليم المعارف والقيم والاتجاهات بشكل منظم وبين مؤسسات المجتمع الأخرى يمكننا في نهاية المطاف من بلوغ الهدف المنشود عبر البناء الصحيح للمواطنة في ظل مرجعية المجتمع واستراتيجياته فى التنشأة والتنمية ، كما أن بناء صرح المواطنة يفرض على المدرس والمدرسة التعاون مع كل القوى السياسية الحكومية وغير الحكومية وجميع الهيئات الفاعلة في المجتمع ، وذلك انطلاقا من أن التربية مسؤولية مجتمعية مشتركة ، تقوم بها إلى جانب المدرسة كل المؤسسات المجتمعية بمختلف عناصرها وحتى مؤسسات الإنتاج 00
صلاح مصطفى على بيومى
مدير ادارة تنسيق وظائف التعليم الفنى
مديرية التربية والتعليم بشمال سيناء
SalahBaiumi@ yahoo.com
وتأتي أهمية تربية المواطنة من حيث أنها عملية متواصلة لتعميق الحس والشعور بالواجب تجاه المجتمع ، وتنمية الشعور بالانتماء للوطن ، وغرس احترام النظام والاتجاهات الوطنية والنظم والتعليمات ، وتعريف النشأ بمؤسسات بلدهم ومنظماتها الحضارية وأنها لم تأتِ مصادفة بل ثمرة عمل دؤوب وكفاح مرير، ولذا من واجبهم احترامها ومراعاتها.
ولكن يختلط علينا الأمر بين الوطنية والمواطنة رغم الفارق بينهما ، فالوطنية شعور وارتباط عاطفي بالأرض والمجتمع وحب ووفاء وحرارة وانفعال وجداني ، وحس قلبي ضميري داخلي ولا تعدد فيها ولا تبدل ، وهى نتيجة لواقع وذات صلة بالتاريخ والهوية ، أما المواطنة فهي تكيف ومرونة ، ووسيلة لهدف وسلوك فعلي ظاهري وسلوك وتصرفات ، وارتباط عملي تستوعب وجود علاقة بين الوطن والمواطن ، وأنها تقوم على الكفاءة الاجتماعية والسياسية للفرد كما تستلزم صفات أساسية في المواطن تجعل منه شخصية مؤثرة في الحياة العامة ، ،وقادرة على المشاركة في اتخاذ القرارات 0
وعموما صفة الوطنية أكثر عمقا من صفة المواطنة ، أو أنها أعلى درجات المواطنة ، فالفرد يكتسب صفة المواطنة بمجرد انتسابه إلى جماعة أو لدولة معينة ، ولكنه لا يكتسب صفة الوطنية إلا بالعمل والفعل لصالح هذه الجماعة أو الدولة ، وتصبح المصلحة العامة لديه أهم من مصلحته الخاصة 0
التربية والتعليم والمواطنة :
تعتبر مرحلة الطفولة من أهم المراحل لغرس المفاهيم والمعارف والقيم المتعلقة بالوطن من وطنية ومواطنة ، وذلك لأن ترسيخها في مرحلة الطفولة وتنشئة الطفل عليها يجعلها عنصراً مكوناً في بناء شخصيته ، وذلك لأن الطفل منذ مراحل نموه الأولى يجب أن يتعلم أنه يعيش في مجتمع وأنه عنصر فيه ويجب أن يكون صالحاً وقادراً على تحمل المسؤولية والمشاركة في نموه وتقدمه ورقيه بالجد والعمل والكفاح ويجب أن ينشأ منذ مراحل عمره على الولاء والانتماء وحب الوطن 0
وعلى ذلك فإن التعليم يتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية الاجتماعية فى مسألة المواطنة للدور المباشر وغير المباشر للتعليم في تشكيل الشعور بالانتماء وتربية المواطنة التي تهتم بالدرجة الأولى بالمسؤولية الاجتماعية التي وللأسف نراها تتراجع بشدة في مجتمعنا ، كما يعد قطاع التربية والتعليم الركيزة الأساس لبناء الأفراد والمجتمعات ، ولقد كان وسيظل أهم السبل وأكثرها نجاحا لتكريس توجهات المجتمعات وللتعليم دور محوري وأساسي في تعميق مفهوم المواطنة لدى الطلبة من خلال المدرسة والمدرسة هي إحدى المؤسسات التي فكر الإنسان في ابتكارها من أجل ضمان استمراره وبقاءه وتطوره ، فهي أعظم اختراع أوجده الإنسان فوضع لها الأنظمة والقوانين وحدد وظيفتها وأوكل إليها تربية الجيل ، وعلى ذلك فإن بقاءها واستمرارها لا يعتمد فقط على نقل المعرفة عبر الأجيال ، لأن ذلك لا يلبي حاجات المجتمع إلى التقدم والتطور بل لا بد من ممارسة الطلبة حقهم في المشاركة والنقاش وأن يكون نبراسهم عمل الفكر فيما يتعلمون00
والمدرسة كوسيط اجتماعى فهى أداة تمثل المجتمع في تحقيق الأهداف التربوية المرسومة في المناهج الدراسية ، وتعمل على تنمية الجانب الإدراكي والانفعالي والوجداني في الطلاب كما تعمل على ترسيخ قيم التآخي والتكافل والاحترام وتكوين الاتجاهات الايجابية وتشجع تنافس بينهم ، فهى بذلك تكتسب الجدارة بتربية النشأ على المواطنة وتكريس مفهومها وقيمها عبر السلوكيات الواعية المسئولة التي تمارس في هذا الوسط التربوى ، والتي سرعان ما تمتد فاعليتها على الوسط العائلي ثم المجتمعي بعد ذلك ، ويمكن للمدرسة ان تؤدى دورها فى هذا المجال من خلال ما يلي:-
1- العمل على تعزيز الوطنية والمواطنة في نفوس الطلاب عن طريق تزويدهم بالمهارات اللازمة لفهم الحقوق والواجبات ، والحقوق تشمل كل ما يكفله الوطن لهم من حقوقهم في مدرستهم ودائرتهم التي يعيشون فيها ، أما الواجبات التي يجب أن يفهمها كل طالب ويؤديها على وجهها الأكمل فتشمل أمورا منها :-
1. اكسابه صفة تحمل المسؤولية المشتركة ، المشاركة في صنع القرار بالطرق القانونية التي تقرها أنظمة الدولة ، ليشعر أن رأيه مسموع ، وأن قدراته مستفاد منها 0
2. تبصيره بطرق الحوار ووسائل إبداء الرأي 00
3. تعويده التعامل مع وجهات النظر المخالفة وسبل حل الخلافات في الرأي أو في المصالح 0 المشاركة في تطبيق النظام ، بحيث يرشد الطالب إلى أهمية القيام بسلوك المواطنة ، وأهمية المسؤولية الفردية ، وضرورة أن يبدأ بنفسه قبل الآخرين ، كما يمكن تزويد الطالب بالأساليب التي يمكن أن يتخذها عند رؤية من يخالف النظام ، بحيث يشعر الطالب بأن أي مخالفة للنظام في أي مكان ولو كانت صغيرة هي خروج على الجماعة ولو بشكل يسير ، وأن هذا الخروج قد يهدد النظام على المدى البعيد حال التساهل به –
4. تنمية روح المشاركة لدى الطلاب في تقويم من يخرج على النظام بالطرق المشروعة ، بحيث يزود الطالب ويدرب على أساليب تناسبه ، وتلائم البيئة المدرسية ، وتساعد على تنفيره من مخالفة سلوك المواطنة ، وبالتأكيد فإن على المدرسة ضرورة تدريب الطلاب عمليا على حفظ النظام داخل الفصول وداخل المدرسة 0
5. تعويد الطلاب على التعايش والتعاون مع الآخرين00
6. تربية الطلاب على قيم التسامح والحوار وتقبل وجهات نظر الآخرين ، وطاعة قرارات الأغلبية ، وغيرها من القيم والمهارات التي لا بد أن يكتسبها الطفل لكي يستطيع التفاعل مع الآخرين في الأسرة، والمدرسة والمجتمع
7. تربية الطلاب على السلام وتعنى تعليم القواعد الضرورية للعلاقة المنسجمة والسليمة بين الأمم والناس ، وتشجيع الاحترام الكامل لحقوق الإنسان وحرياته ، واحترام حرية أي فرد في التعبير ، والحصول على المعلومات والتفاوض من أجل حسم الصراعات ، والتمسك بمبادئ000
ولطالما ان بناء المواطنة في المؤسسة التربوية تحتاج إلى رؤية واضحة واسعة الأفاق وتخطيط محكم ، وكفاءات في التنفيذ ، فيجب تفعيل أدواتها فى هذا الشأن ومن هذه الأدوات:
أولا : المناهج الدراسية :
باعتبارها أداة تستوعب فلسفة المجتمع ومرجعيته وتعكس اتجاهاته واستراتيجياته ، وتحمل قيمه ومبادئه ، لذا ومن الضروري تحديد المقررات المدرسية للتربية على المواطنة بحيث تمكن المتعلم من :
• إتقان المهارات العملية المرتبطة بالتربية على المواطنة 00
• ممارسة النشاط الوطني00
• التعود على العمل في إطار التعاون الايجابي في المجتمع00
• المشاركة في الأعمال التطوعية00
• تنمية حس النقد الهادف00
• تنمية الوعى لدى الطلاب بأن المدرسة مجتمع مصغر يعكس صورة مجتمعهم الكبير، وتؤهلهم للعيش فيه بمنحهم آليات ومقومات الحياة الجماعية وتدريبهم على القيام بالمسؤوليات المخولة لهم ، وبذلك يكتسبوا مختلف المهارات والكفاءات التي تعدهم ليكونوا مواطنين صالحين وفق قيم ومعايير خاصة حددها المجتمع الذي يعكس المنهاج الدراسي أهدافه وطموحه من تكوين المواطن المتعلم.
ثانيا : المعلم :
كشريك استراتيجي في العملية التربوي وعنصر أساسي في أي مشروع تربوي يراد له النجاح في المجتمع ، فهو من يتوقف تطبيق المنهاج على كفاءته والتزامه بمهمته وصدقة في العمل وإتقانه خاصة فيما يتعلق بالمواطنة ، كما انه المسئول الكفء الجدير بتعليم الأجيال وتوجيههم وتبصيرهم بحقوقهم و واجباتهم نحو المجتمع والوطن00
ثالثا : الأهداف التعليمية :
إن تتطور الأهداف التعليمية من أهداف نظرية إلى أهداف بناء للسلوك المعتمد على التطبيق الفعلي والملموس للغايات والأهداف التعليمية ، ومن ذلك الانتماء الوطني الصادق بما يقود إلى المحافظة على أمنه والحرص على أمانه.. واستثمار الطاقات في بنائه..
رابعا : الأنشطة التربوية :
إن الفرق بين التعليم التقليدى والتعليم الحديث يقوم على أهمية دور الأنشطة التربوية فى استكمال العملية التعليمية ، من هنا نجد أن الأنشطة التربوية الآن هى جوهر العملية التعليمية بمعناها الحديث وهى التى تساهم بالدور الأساسى فى تشكيل الانتماء، أن الأنشطة التربوية تلعب دور أساسى فى تكوين الشخصية واكتساب معنى الوطنية والانتماء وتشكيل الهوية ، وحتى تؤدي هذا الدور على الوجه الأكمل يجب العمل علىتنويع برامج الأنشطة المدرسية لتشمل برامج تربوية اجتماعية وثقافية وبيئية وكشفية وسياحية ، وعقد ندوات واجتماعات مدرسية ، يتم فيها دعوة كبار المسئولين من مجالات متخصصة مختلفة لمناقشة الطلاب في قضايا الوطن 0
وفى جميع الأحوال يجب التأكيد على الترابط بين التربية والتعليم والمواطنة واعتبار هذا الترابط حتمية إستراتيجية ترمي إلى ضمان أمن الأجيال والوطن مستقبلا، كما أنها دعم ثمين لتطوير العملية التعليمية وترقيتها بما يحقق الطموحات ويرفع التحديات ، وسبيل لتثمين الفعل التربوي في المدرسة باعتبارها مؤسسة رسمية تتحلى بالتخطيط المتهجي الواضح لتعليم المعارف والقيم والاتجاهات بشكل منظم وبين مؤسسات المجتمع الأخرى يمكننا في نهاية المطاف من بلوغ الهدف المنشود عبر البناء الصحيح للمواطنة في ظل مرجعية المجتمع واستراتيجياته فى التنشأة والتنمية ، كما أن بناء صرح المواطنة يفرض على المدرس والمدرسة التعاون مع كل القوى السياسية الحكومية وغير الحكومية وجميع الهيئات الفاعلة في المجتمع ، وذلك انطلاقا من أن التربية مسؤولية مجتمعية مشتركة ، تقوم بها إلى جانب المدرسة كل المؤسسات المجتمعية بمختلف عناصرها وحتى مؤسسات الإنتاج 00
صلاح مصطفى على بيومى
مدير ادارة تنسيق وظائف التعليم الفنى
مديرية التربية والتعليم بشمال سيناء
SalahBaiumi@ yahoo.com
0 التعليقات:
إرسال تعليق