السبت، 1 مايو 2010

الوطنية والمواطنة



م. عبد المحسن بن عبد الله الماضي
الوطنية والمواطنة موضوعان اتخذا حيزاً من الحوار ينبىء عن أنهما ما زالا محل تساؤل وبحث ودراسة، وأنهما لم يحسما بعد في أذهان المواطنين الذين اعتبروهما كلمات حديثة أُلقيت على مجتمع حديث عهد بالخروج من الأمية.. تلاطمت في ذهنه المعاني والمفاهيم الخاصة بالمواطنة والوطنية كما تلاطمت من قبل معاني الحرية والديمقراطية والدستور وغيرها.. أو أنهما شيء آخر سوف ينبئنا الزمان به. المتفق عليه أن الوطنية شعور والمواطنة ممارسة.. والوطنية حب ووفاء بينما المواطنة قبول (برضا أو بتبرم).. والوطنية حرارة وانفعال وجداني أما المواطنة فهي سلوك وتصرفات.. والوطنية أداء يحضر في المناسبات العامة.. أما المواطنة فهي الأداء الفردي للواجبات اليومية.. والوطنية ارتباط عاطفي بالأرض والمجتمع، بينما المواطنة ارتباط عملي.. والوطنية حس قلبي ضميري داخلي، أما المواطنة فهي سلوك فعلي ظاهر.. والوطنية لا تعدُّد فيها ولا تبدُّل، أما المواطنة فهي التكيُّف والمرونة بما تعنيه من تغيُّر وتبدُّل.. أي أن الوطنية نتيجة لواقع بينما المواطنة وسيلة لهدف.
ومن المتفق عليه أيضاً أن الوطنية هي محصلة للمواطنة.. فلا وطنية جيدة بدون مواطنة جيدة.. لكن المواطنة يمكن أن تتم دول وطنية.. مثال على ذلك: المقيمون فهم متوطنون في السعودية بحكم عملهم، لكن وطنيتهم هي لأوطانهم الأصلية.. حيث إن الوطنية ذات علاقة بالتاريخ والهوية.. أما المواطنة فهي التناغم والإيقاع الحياتي اليومي.
الوطنية مرتبطة بالأرض وبالمجتمع.. بينما المواطنة مرتبطة بالمعيشة اليومية في بلدك، أو بلد غير بلدك.. وتوطين النفس يعني تعويدها، وتوطين الجسد يعني الإسكان.. ومواطنة الحياة الزوجية أو العملية أو الاجتماعية تعني ترويضها والقبول بها إما بداعي الحب والولاء، أو بداعي الحاجة أو الخوف وانغلاق باب الخيارات المتاحة.
الوطنية لا تشترط الالتزام بالقيم والمفاهيم المجتمعية، بينما لا مواطنة دون التزام بهما.. وإذا كانت قمة الوطنية أن تتجاوز القوانين والأنظمة ونواميس الحياة في سبيل وطنك.. فإن قمة المواطنة هي الالتزام التام بالقوانين والأنظمة.. أخيراً الوطنية ممكن أن تفقد مالك أو حياتك بسببها، أما المواطنة فيمكن أن تفقدها بسبب نضوب الفائدة أو بسبب مالك أو حياتك.
وعلى الرغم من هذه المسلّمات فإن الوطنية والمواطنة ما زالتا كما قلت محل تساؤل وإليكم بعضاً من هذه التساؤلات:
1- هل الوطن هو الذي تُولد فيه أم الذي تُرزق فيه؟
2- هل صحيح أن الوطنية أكثر تأججاً وقوة لدى الأقل تعليماً وثقافة؟
3- حينما قال فيكتور هيجو شاعر فرنسا الكبير: (لنتوقف منذ الآن عن كوننا بريطانيين أو فرنسيين أو ألماناً.. علينا أن نكون أوروبيين.. ولنتوقف أيضاً عن كوننا أوربيين ولنكن منذ الآن بشراً فقط.. لنكن الإنسانية.. علينا أن ندك آخر معاقل الأنانية.. الوطن) هل هذا النسف لمفهوم الوطن وتغليب جانب الإنسانية مفهوم إيجابي أم سلبي؟
4- أين حدود السؤال عن ماذا قدَّمه المواطن لوطنه، وماذا قدَّم الوطن لمواطنه؟
5- هل تتفاوت الوطنية لدى الأفراد بمعنى هل هناك وطني ووطني جداً ووطني جداً جداً (درجة سبع نجوم)؟
6- حينما دمَّر الشيوعيون والبعثيون والطالبانيون أوطانهم.. هل كانوا غير وطنيين أم كانوا وطنيين جداً جداً؟
7- هل دعوة لوبين الفرنسي إلى جعل فرنسا للفرنسيين وطنية أم عنصرية؟
8- هل السعودة وطنية أم عنصرية؟
9- حينما أعلن الشاعر:
وهل أنا إلا من غزية إن غوت
غويتُ وإن ترشد غزيةُ أًرشُدِ
هل كان يعلن أنه إمّعة.. أم هو يعلن أنه مع قبيلته في ذلك العصر.. وأن غير ذلك خيانة.
10- هل تختلف أجندة الوطنية بين المواطن السعودي الأصل والمواطن السعودي المتجنِّس؟
أسئلة من ضمن مئات الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات وطنية.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الساعة بتوقيت الجزائر تشير الى

 

Copyright 2008 All Rights Reserved | الجزائر للسياحة Designed by Bloggers Template | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة